"الهفوة التي يهفوها الرجال والنساء جميعاً في مسألة الزواج أنهم يتساءلون عن كل شيء من جمال أو مال أو خلق او ذكاء أو علم او عفة أو أدب ويغفلون النظر في ملاك هذه الاشياء جميعها وزمامها, وهو الوحدة النفسية بين الزوجين "
.....
"النفس نفسان,الأولى مادية تقف عند المظاهر ومرائيها, والثانية روحية تتغلغل في أعماقها وأطوائها"
....
أصحاب النفس المادية :
الجامدون المتبدلون الذين يدورون في الحياة حول محور أنفسهم ولا يحفلون بشيء فيها إلا بما يتصل بمطامعهم أو بشهواتهم ,
الذين إذا شغفوا بالجمال شغفوا به بإعتبارعلاقته بأجسامهم لا بنفوسهم ,وإذا اعجبوا بمنظر من المناظر اعجبوا به من حيث قيمته ومنفعته لا من حيث بهاؤه ورونقه , وإذا وقفوا أمام قصر باذخ جميل شغلهم النظر في غلته وثمرته عن الشعور بجماله وعظمته ,وإذا أشرفوا على الطبيعة ضاقت صدورهم بمناظر غياضها ورياضها وآجامها وأحراشها واستوحشوا منها وحشة السائر في فلاة جرداء, أو الهائم في مغارة جوفاء ,وإذا صادقوا الناس صادقوهم على المنفعة او الشهوة ,أو عادوهم عادوهم فيهما ,يضحكون والعالم باكٍ ,يعرسون والدنيا في مأتم ,ولا يبالون أهلك الناس أم بقوا ,ما داموا باقين ,وسعدوا أم شقوا ما داموا سعداء مغتبطين .
....
أصحاب النفس الروحية :
هم أصحاب الملكات الشعرية الذين صفت قلوبهم فأصبحت كالمرائي المجلوة فتراءى فيها العلم بما فيه من خير وشر, ففرحوا بخيره وحزنوا لشره, ورقّت أفئدتهم فشعروا بألم المتالمين فتألموا معهم ,وببكاء الباكين فبكوا عليهم, وخفت أرواحهم فطاروا بأجنحتهم في آفاق السماء وحلقوا في أجوائها فأشرفوا على الطبيعة ورأوها في جميع مظاهرها ومرائيها فوجدوا في رؤيتها من اللذة والغبطة ما زاحم في قلوبهم حب المال والشهوات, فاعتدلوا في مطامعهم وترفقوا في مساعيهم, وازدروا كل لذة في الحياة غير لذة الحب ,وكل جمال غير جمال الخيال .
....
"ولا تلتئم النفس المادية بالنفس الروحية بحال من الأحوال ولا تأنس بها ولا تجد لذة العيش معها "
....
"ليس الذي يفرق بين الصاحبين أو الزوجين او العشيرين تفاوت ما بينهما في الذكاء أو العلم أو الخلق أو المال أو الجمال ,فكثيراً ما تصادق المختلفون في هذه الصفات وتخادنوا وصفت كأس المودة بينهم ,وإنما الذي يفرق بينهما اختلاف شأن نفسيهما وذهاب كل منهما في منازعه ومشاربه و رغباته وآماله وتصوراته وآرائه غير مذهب صاحبه وأن يكون أحدهما مادياً ضاحكاً للحياة سعيداً بضحكه, والاخر روحياً باكياً عليها سعيداً ببكائه "
ماجدولين > اقتباسات من رواية ماجدولين > اقتباس
مشاركة من Wafa Sabbah
، من كتاب