ولقد كان من الناهضين لمحاسبة عثمان رضي الله عنه أُناسٌ مغرضون يقولون ما لا يفعلون ويفعلون غير ما يقولون. كان منهم من أقام عليه الحد، ومن حبس اباه في جريمة، ومن فرَّق بينه وبين خليلة تزوجها على غير الشريعة، ومن أبى عليه الولاية، ومن لم يصنع به الخليفة أمراً من هذه الأمور ولكنه منطوي النية على الفساد والإفساد. وكل هذه المآرب قد شِيبَتْ بها حركة المحاسبة على أعمال الخليفة، فكانت عيباَ للحركة، ولكنا لم تكن عيباَ لحق المحاسبة ولا إزراءً بشأنه ولا بالشأن الذي كسبته الأمة من تقريره المتعارف عليه، ولولا أنه حق لما تعلل به المبطلون.
مشاركة من khaled suleiman
، من كتاب