والحبُّ _إنْ كانَ حبَّا_ لم يكنْ إلا عذاباً؛ فما هو إلا تقديمُ البرهانِ مِنَ العاشقِ على قوةِ فعلِ الحقيقةِ التي في المعشوق, ليس حالٌ منه في عذابِه, إِلَّا وهي دليلٌ على شيءٍ منها في جَبَروتِها.
ولقد أيقنْتُ أنَّ الغرامَ إنَّما هو جنونُ شخصيةِ المحبِّ بشخصيةِ محبوبِه, فَيسقُطُ العالَمُ وأحكامُه ومذاهبُه مِمّا بينَ الشخصيتين؛ وينتفي الواقعُ الذي يجري الناسُ عليه, وتعودُ الحقائقُ لا تأتي من شيءٍ في هذه الدنيا إلّا بعدَ أنْ تمرّ على المحبوبِ لِتجئَ منه, ويُصبحَ هذا الكونُ العظيمُ كأنَّه إطارٌ في عينِ مجنونِ لا يحملُ شيئاً إِلّا الصورةَ التي جُنّ بها!
وحي القلم > اقتباسات من كتاب وحي القلم > اقتباس
مشاركة من عبدالله الودعان
، من كتاب