وهكذا زال واختفى إلى الأبد إنسان لم يفكر أحد من الخلق في حمايته، ولم يكن عزيزاً على أحد، ولم يكن أحد يهتم بأمره لا من قريب ولا من بعيد، ولا حتى عالم التاريخ الطبيعي الذي لم يكن ليقاوم غرز دبوس في جناح ذبابة منزلية وفحصها تحت مجهره، إنسان تحمل هزء وسخرية زملائه من غير أن يتذمر ويعبر عن احتجاجه، إنسان ذهب إلى مرقده الأخير بلا أدنى ضجة، ولكن مع ذلك (بالرغم من أن ذلك ليس قبل أيامه الأخيرة) ظهر فجأة زائر مضيء على هيئة معطف، ليضيء حياته البائسة لمجرد لحظة خاطفة، مخلوق حلت به نكبة قاسية كما تعصف النكبات بالملوك وعظماء البشر على هذه الأرض...
المعطف و الأنف > اقتباسات من كتاب المعطف و الأنف > اقتباس
مشاركة من abd rsh
، من كتاب