حسناً أنا أجهل إلى أيّ مدى فكّرتَ في الحالة الذهنية التي يمكن أن تثيرها فيك ملكة الألعاب هذه. ولكن ثانية واحدة كانت كافية لتدرك أن الشطرنج لعبة فكرية خالصة والحظ فيها مستبعد تماماً. ومن السخف أن تلعب ضد نفسك، فسحر لعبة الشطرنج يكمن في أن يتواجه عقلان مختلفان، أن تجهل القطع السوداء خطة الهحوم التي ستعتمدها القطع البيضاء وتنزع دون توقف إلى كشفها ومن ثم إحباطها. أما إذا كان الشخص نفسه يمثّل كلا الفريقيم فإن الوضعية ستصيح متناقضة. كيف للعقل ذاته أن يعلم شيئاً ويجهله في آن واحد؟
كيف يمكن له وهو يلعب بالقطع البيضاء بكامل إرادته أن ينسى تماماً ما غايته ومخططاته من تحريك إحدى القطع السوداء قبل دقيقة واحدة؟ إن مثل هذه الازدواجية في التفكير تفرض ازدواجية كاملة في الوعي، وتقتضي القدرة على عزل بعض وظائف العقل عن بعض بإرادة تامة كما لو أن الأمر عبارة عن آلة ميكانيكية. إن الرغبة في لعب الشطرنج ضد نفسك أشدّ تناقضاً من الرغبة في القفز فوق ظلك.
لاعب الشطرنج > اقتباسات من رواية لاعب الشطرنج > اقتباس
مشاركة من abd rsh
، من كتاب