فنحن لا نقبل بالطاعة السلبية أو حتى بالخضوع، وعندما تسلم لنا قيادك في النهاية يجب أن يكون ذلك نابعاً من إرادتك الحرة. إننا لا نحطم الضّال الذي خرج علينا عندما يقاومنا، بل إننا لا نقدم أبداً على تدميره طالما أنه يقاومنا وإنما نسعى لأن نغيره ونقبض على عقله الباطن فنصوغه في قالب جديد. إننا نبدد كل ما يضمره من شرور ونخرج كل ما يحمله من أوهام فنردّه إلى صف الحزب ليس في مظهره فحسب، وإنما أيضاً في جوهره قلباً وقالباً. إننا نجعله واحداً منا قبل أن نقتله، ذلك أنه مما لا يحتمل بالنسبة إلينا هو أن توجد فكرة خاطئة في أي مكان من العالم معهما كانت خفية ومعدومة القوة، وحتى في لحظة الموت لا نسمح بأي شكل من أشكال الانحراف. ففي الأيام الغابرة كان الهراطقة يسيرون نحو الخوازيق المعدة لهم وهم يجهرون بهرطقاتهم ويتباهون بها، وضحايا حملات التطهير الروسية كانوا يحملون تمرّدهم داخل رؤوسهم حتى وهم يساقون عبر الممر في انتظار الرصاصة القاتلة. لذلك فإننا نجري للدماغ غسيلاً شاملاً قبل أن نعصف به، لقد كان طغاة الماضي يأمرون على النحو التالي: يجب ألا تفعل ذلك، بينما كان الحكام المستبدون يقولون: يجب أن تفعل، أما نحن فأمرنا يأتي على النحو التالي: كن. ولم يسبق أن جئنا بأحد إلى هذا المكان ثم وقف ضدنا وناهضنا لأن كل شخص يخضع لغسيل دماغ
1984 > اقتباسات من رواية 1984 > اقتباس
مشاركة من Toqa Sayed Galal
، من كتاب