لكنها كانت واحدةً من أولئك الذين يحذرون من الأقربين, فيما يُسلمون ذقونهم لأول غريب. ذاك واقع أخلاقي, شاذ, لكنه حقيقي, ويمكن أن نعثر على جذوره في أغوار القلب البشري. ربما لا يستطيع البعض أن يكسبوا شيئاً من الأشخاص الذين يعيشون معهم؛ فبعد أن كشفوا لهم عن خواء أفئدتهم, شعروا أن بالإمكان أن يَحكموا عليهم بقسوة مستحقة. لكن, لأنهم يعانون رغبة لا تُقهر في نيل المديح الذي يفتقدونه, أو تتآكلهم الرغبة في أن يبدوا ممتلكين لسجايا ليست فيهم, فإنهم يأملون في نيل تقدير أو محبة هؤلاء الغرباء عنهم, مخاطرين بأن يُصدموا بهم ذات يوم. وأخيراً, فثمة أناس جُبلوا على النفعية, فلا يُرجى منهم خيرٌ لأصدقائهم أو معارفهم, لأنه واجبٌ عليهم. أما إذا أحسنوا للغرباء, فإن الإعتراف بالجميل حتماً سيكون حصاد ذلك الصنيع.
الأب جوريو > اقتباسات من رواية الأب جوريو > اقتباس
مشاركة من المغربية
، من كتاب