وبينما هو يضع فوق طاولة الرخام الأصفر، المعرق بالأبيض، أدوات القداس الفموي -كأس ماء، خيط تنظيف، معجون أسنان، فرشاة- اختار إحدى أكثر المسلمات التي هو متأكد منها .. المبدأ الذي ما إن صاغه حتى لم تعد تراوده أية شكوك فيه على الإطلاق: "كل ما يلمع قبيح، وخصوصًا الرجال اللامعون". ملأ فمه بجرعة ماء وتمضمض بقوة ناظرًا في المرآة إلى انتفاخ خديه، وبينما هو يواصل المضمضة ليتخلص من الفضلات المفلتة أو المترسة على اللثتين أو العالقة بضعف بين الأسنان، فكر: "هناك مدن لامعة، ولوحات وقصائد لامعة، وحفلات، ومناظر، وصفقات، ومحاضرات لامعة". ولابد من تجنبها مثل العملة الرديئة حتى ولو كانت مطبوعة بألوان كثيرة، أو مثل تلك المشروبات التروبيكالية المعدّة للسياح، والمزينة بفواكه وعيدان ملونة والمحلاة كشراب.
[......]
"أسناني لامعة"، فكر بشيء من الغم. "حسن، ربما هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة". وفكر: "هناك نباتات لامعة مثل الوردة. وحيوانات لامعة مثل قط الأنغورا".
امتداح الخالة > اقتباسات من رواية امتداح الخالة > اقتباس
مشاركة من المغربية
، من كتاب