إن الله لا يجزي طهارة النفس بسلامة الجسم، ولا يعاقب على خطيئة الروح بسقم الأبدان. هذا بعض تفكير الذين يقيسون علمه بجهلهم. إنما يكون الجزاء من جنس العمل، والعقاب لا يكون عدلا إلا إذا كان نتيجة طبيعية للذنب، ولا يجوز على الله الظلم، ولو أنه عذب الكافرين بآلام الجسم لكان هذا ظلما، إنما يعذبهم بقلق الضمير.والألم ليس عذابا ولا تطهيرا، إنما هو نتيجة طبيعية لخطأ في الجسم لا يتعلق بالنفس، والألم الذي يصيب المؤمنين ليس امتحانا ولا تمهيدا لطريق الجنة، وليس بين الإيمان والصحة من سبب، ولو كان الأمر على ما ترين فيكون عقاب كل عمل من أعمال الشر مرضا معجلا وثواب الخير صحة دائمة، لأصبح الناس جميعا طيبين مؤمنين، ولم يرد الله أن تكون سنته في خلقه على هذا النحو.
قرية ظالمة > اقتباسات من رواية قرية ظالمة > اقتباس
مشاركة من المغربية
، من كتاب