لماذا تكتب باللغة الفرنسية؟ سؤال يطرح عادة على الكاتب الذي ينشر كتبه بهاته اللغة، وهو سؤال من شأنه أن يثير قلقه وشعوره بالذنب. وعند رده، يظهر لباقة ورهافة، يَذكر فعل التاريخ، كما يذكر التكوين الذي تلقاه، وقد يقول أيضا إنه يحس أنه يتمتع بنوع من الحرية في الفرنسية، وأنه يلمس بدرجة أقل تابو الجنس والسياسة. كما سيقول بأنه عاجز عن الكتابة بلغة أخرى، وقد يتحدث أحيانا بطريقة غامضة عن اللذة التي تُوفّرها له الفرنسية. لن يَعترف دوما أنّ الكتابة بالفرنسية تحقق لكاتبها بعض الحظوة وتمنحه اعتبارا، وتُمكنّه من جمهور مضاعف (ها نحن مرة أخرى أمام اللسان المفلوق!)، وانتشار واسع. يمكن تصور افتراض آخر: الكتابة تجاوز للذات، حتى إن اقتضى الأمر أخذ مسافة مع اللغة الأم. فباستطاعة الكاتب أن يختار، لو توفرت له الإمكانات، اللغة البعيدة، الغريبة الأجنبية، كي يقترب من ذاته...
مشاركة من المغربية
، من كتاب