الازدواجية اللغوية هي أكثر التجليات حدة لتأمل البديل، وفي هذا الصدد ليس من قبيل الصدفة أن تظهر الحية في رواية المؤدب. يرى الجاحظ أن الحية تعيش عمرا طويلا، وهي تسكن جحر حيوانات أخرى، وتُبدّل جلدها، وفضلا عن ذلك فهي ذات لسانين. هاته الخاصية الأخيرة هي العقاب الذي تلقته لكونها أغرت آدم وحواء. أتكون الازدواجية إذن لعنة؟ وما القول في أسطورة بابل التي، وفق ما يقول مؤدب، "تحكي كيف تعددت اللغات لكي تقسم الإنسان، وتجعله ينهض ضد نفسه"؟ بحكم "سلالته المزدوجة"، يظهر مزدوجُ اللغة، على رغم ذلك، وسيطا بين الثقافات. فتوسّطه يجعل الحوار ممكنا، كما يمكّن اللقاء من أن يكون مفيدا غنيا بالإمكانات. أليس "متمرنا على الجمع بين الأضداد"؟ وهكذا فليس التضاد جمعا بين معنيين يتعارضان، وإنما هو تركيب يتمخض عنه معنى جديد.
مشاركة من المغربية
، من كتاب