فكان يناجي نفسه قائلاً: ما هذه الأسرار الخفية التي تتلاعب بنا ونحن غافلون؟ وما هذه النواميس التي تسيرنا تارة على سبل وعرة فنسير منقادين، وتوقفنا طوراً أمام وجه الشمس فنقف فرحين، وتبلغنا مرة قمة الجبل فنبتسم مهللين، وتهبط بنا أخرى الى أعماق الوادي فنصرخ متوجعين؟ ما هذه الحياة التي تعانقنا يوماً كالحبيب ويوماً تصفعنا كالعدو؟ ألم أكن بالأمس مكروهاً مضطهداً بين رهبان الدير؟ أولم أقبل العذاب والسخرية من أجل هذه الحقيقة التي أيقظتها السماء في صدري؟ أولم أقل للرهبان أن السعادة هي مشيئة الله في الإنسان؟ ....إذاً ما هذا الخوف؟ ولماذا اغمض عينيّ واحول وجهي عن النور المنبعث من عيني هذه الصبية؟ أنا مطرودٌ وهي فقيرة....ولكن أبالخبز وحده يحيا الانسان؟ أوليست الحياة ديناً ووفاءً؟ أولسنا بين العوز واليسر كالأشجار بين الشتاء والصيف؟
مشاركة من abdullah rsh
، من كتاب