إنّهم هكذا. حرّاس النّوايا. يأتيك أحدهم وهو لا يعرفك مطلقاً يسمع عنك في أحسن الأحوال، لا يكلِّف نفسه حتّى بجمع المعلومات كما كان يفعل بنو كلبون سابقاً. يأتيك، يفاجئك مثل الدودة.. هاه!! هاه!! يا ولد الحرام! أنت اللّي قالوا عليك بلّلي شيوعي؟ وملحد؟ وعلماني؟ وتبدأ الصفات تنزل عليك الواحدة تلو الأخرى كالصاعقة. ولا تهمّ مطلقاً إجاباتك ومحاولاتك لتبرئة نفسك، لأنّ الحكم يكون قد صدر فيك ويُطبّق عليك شرع الله! وتتساءل: أهذا هو شرعك يا الله؟! عندما تمتلئ المدينة بالذئاب والتوحّش وينسحب الأنبياء، الأتقياء، بعيداً، بعيداً إلى مدارات التصوّف والحنين والبكاء. البكاء الّذي يتحوّل بسرعة إلى عويل وعواء؟
سيدة المقام > اقتباسات من رواية سيدة المقام > اقتباس
مشاركة من sihem cherrad
، من كتاب