وإذا كان يلزم وقت طويل لكي تترسخ الأفكار في نفوس الجماهير , فإنه يلزم وقت لا يقل عنه طولاً لكي تخرج منها , وهكذا نجد من وجهة النظر الفكرية أن الجماهير متأخرة عن العلماء والفلاسفة بعدة أجيال.
وليس بالعقل , بل غالباً ضده , أُبدعت عواطف كعاطفة الشرف والتفاني والإيمان الديني وحب المجد والوطن, ومن المعروف أنها كانت حتى الآن تمثل أكبر البواعث التي تقف خلف تشييد الحضارات.
والشيء الذي يهيمن على روح الجماهير ليس الحاجة إلى الحرية وإنما إلى العبودية , ذلك أن ظمأها للطاعة يجعلها تخضع غرائزياً لمن يعلن بأنه زعيمها.
مشاركة من مجدي ونوس
، من كتاب