وأنا لا ارى ما هو أجدر بالاستهجان مما يكتسبه المثقف من عادات فكرية تنزع به نحو ما يُسمّى "التفادي" أي ألنكوص أو التخلّي (الذي يمارسه الكثيرون) عن الثبات في موقفه القائم على المبادئ، على صعوبة ذلك، وهو يعلم علم اليقين أنه الموقف الصائب، ولكنّه يختار ألا يلتزم به. فهو يريد أن يظهر في صورة من اكتسى لوناً سياسياً أكثر مما ينبغي له. وهو يحاول ألا يظهر في صورة من يختلف الناس عليه، وهو يحتاج إلى إرضاء من يُمثّل السلطة، ويريد الحفاظ على سمعته باعتباره متوازناً، موضوعياً، معتدلاً، وهو يأمل أن يُطْلَب من جديد لإسداء المشورة، أو للإشتراك في عضوية مجلس أو لجنة ذائعة الصيت، وأن يظل من ثم في التيار الرئيسي للقادرين على تحمّل المسؤولية، ويلأمل أن يحصل يوماً على شهادة فخرية، أو جائزة كبرى، وربما منصب سفير في دولة أجنبية.
المثقف والسلطة > اقتباسات من كتاب المثقف والسلطة > اقتباس
مشاركة من khaled suleiman
، من كتاب