هل نسيت فعلتك؟ أمس فقط ركلت "إيزيا" المسكينة عندما قابلتك في حديقة الطواويس البيضاء وهي حامل.
أية حديقة؟ أية طواويس؟! لا أعرف من هي إيزيا المسكينة، ولا عما تتحدث هذه الممرضة المجنونة، ولا متى غادرت غرفة زوجتي، كل ما أعرفه أني رأيت نفسي أسير ليلاً محنيًا في دروب قريتي البعيدة، هناك تنفست الحياة .. القرية كلها كانت تغط في سباتِ عميق، قطرات الندى تلمع فوق البيوت وأكوام القش وشجر الصفصاف، ملكوت من الصمت والضباب الأبيض في تلك الشوارع المبللة بالندى، وبمحاذاة هذا النهر الذي اختفى تحت طبقة ضباب كثيفة، رأيتني ألعب، أجري، أصرخ على أصحابي بأسماء أمهاتهم.
بياضً وصمت ولسعة برد ..
بيضة على الشاطئ > اقتباسات من رواية بيضة على الشاطئ > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب