يوجد نوع من الناس يعجبون بالسلطة القوية، يحبون النظام ويعشقون التنظيم الخارجي الذي يشبه تنظيم الجيش، حيث يكون معروفا من يعصى الأوامر ومن يطيعها. إنهم بصفة خاصة يحبون أن يكون "كل شيء طبقا للقانون". هؤلاء الناس يتمتعون بعقلية الأتباع. إنهم ببساطة يحبون أن يكونوا أتباعا. فهم يحبون الأمن والنظام والمؤسسات، والثناء من رؤسائهم، وأن يكونوا موضع عطف منهم، وفوق ذلك هم مخلصون مسالمون أوفياء ومواطنون صالحون ذوو ضمائر حية. يحب الأتباع أن تكون عليهم سلطة، ويحب أصحاب السلطة أن يكون لهم أتباع، فهم جميعا متوافقون كأنهم أجزاء من كل واحد.
ومن ناحية أخرى، يوجد أناس أشقياء ملعونون، في ثورة دائمة ضد شيء ما، يتطلعون إلى شيء جديد على الدوام. إنهم قليلا ما يتحدثون عن الخبز ولكنهم يتحدثون عن الحرية كثيرا، ويتحدثون عن السلام قليلا وعن الشخصية الإنسانية كثيرا. ولا يقبلون فكرة أن الملك هو الذي يمنحهم مرتباتهم، وإنما على العكس، يزعمون أنهم هم الذين يطعمون الملك (ليست الحكومة هي التي تعولنا وإنما نحن الذين نعول الحكومة). هؤلاء الهراطقة الخارجون لا يحبون السلطة ، ولا تحبهم السلطة. في الأديان، يوقر "الأتباع" الأشخاص والسلطات والأوثان، أما عشاق الحرية المتمردون فإنهم يمجدون الله فحسب.
مشاركة من Ahmad Oweis
، من كتاب