الساعة الآن تقترب من منتصف الليل.
الشهب تخترق السماء. يراها تتقاطع بكثافة، لكنه لا يسمع شيئا. حتى هرب النوم من عينيه. على الرغم من أنه تململ طويلا في الفراش لساعات طويلة بلا فائدة.
تكوم آدم على نفسه مثل ثوب عتيق. تذكر قصائده الليلية التي كتبها في مراهقته. كان يمكن أن يكون المتنبي، أو إليوت، أو شيلّر أو وايتمان أو ملارمي، أو رامبو الذين شكّلوا وجدانه، لكنه أخفق في ذلك على طول الخطّ، لأنه عندما كان صغيرا تمنى أن يكون طبيبا يداوي فقراء الجبل والرمل الذين يسكنون في الخيام، يموتون بالعشرات، بالآلاف، وربما بالملايين، ولا أحد يسمع نداءاتهم. ثم غيّر فكرته بأن حلم بصناعة قنبلة كبيرة لا يستعملها أبدا، ولكنه يهدد بها كل من يعتدي على الآخرين! لهذا كان عليه، كما نصحه معلّموه، أن يحافظ على تفوّقه في الرياضيات والكيمياء والفيزياء، وأن يعمّقها بكل ما يملك من طاقة، وينسى كل ما يمت للأدب بصلة. مع الزمن نام الشعر فيه، لكنه لم يمت.
مشاركة من فريق أبجد
، من كتاب