كانت زادمهر جارية بارعة الجمال، طيبة الغناء. ورآها يوماً فتى من بغداد فعشقها، وأخذ في استعطافها بالمراسلات والمكاتبات، وهي لا تعرف إلا الدنيا والدينار. وجعل يصف لها في رقاعِه عشقَه، وسهره في الليالي، وتقلّبه على حرّ المقالي، وامتناعه عن الطعام والشراب، وما يشاكل هذا من الهذيان الفارغ الذي لا طائل فيه ولا نفع.
فلما أعياه أمرها، ويئس من تعطّفها عليه، كتب إليها في رقعة:
وإذ قد منعتني زيارتكِ، فمُرِي بالله خيالَك أن يطرُقَني ويبرد حرارة قلبي.
فقالت زادمهر لرسولته:
ويحك، قولي لهذا الرقيع: أنا أعمل ما هو خير لك من أن يطرقك خيالي؛ أَرسِل إليّ دينارين في قرطاس حتى أجيئك أنا بنفسي!
(من "حكاية أبي القاسم البغدادي" لأبي المُطَهَّر الأَزْدي)
ألف حكاية وحكاية من الأدب العربي القديم > اقتباسات من كتاب ألف حكاية وحكاية من الأدب العربي القديم > اقتباس
مشاركة من فريق أبجد
، من كتاب