الحياة والموت، الحلم واليقظة، محطات للروح الحائر، يقطعها مرحلة بعد مرحلة، متلقياً من الأشياء إشارات وغمزات، متخبطاً في بحر الظلمات، متشبثاً في عناد بأمل يتجدد باسماً في غموض. عم تبحث أيها الرحالة ؟ أي العواطف يجيش بها صدرك؟ كيف تسوس غرائزك وشطحاتك؟ لم تقهقه ضاحكاً كالفرسان؟ ولم تذرف الدمع كالأطفال؟ وتشهد مسرات الأعياد الراقصة، وترى سيف الجلاد وهو يضرب الأعناق، وكل فعل جميل أو قبيح يستهل باسم الله الرحمن الرحيم. وتستأثر بوجدانك ظلال بارعة براعة الساحر مثل الأم والمعلم والحبيبة والحاجب، ظلال لا تصمد لرياح الزمن ولكن أسماءها تبقى مكللة بالخلود. ومهما نبى بي المكان فسوف يظل يقطر ألفة، ويسدي ذكريات لا تنسى، ويحفر أثره في شغاف القلب باسم الوطن.
رحلة ابن فطومة > اقتباسات من رواية رحلة ابن فطومة > اقتباس
مشاركة من ميار مهند
، من كتاب