الألم يحصد الآن هي رواية نفسية يغلب عليها طابع الغموض. تدور الرواية عن طبيب نفسي شهير وجلساته مع مرضاه، ومع كل مريض نرى جانبًا من جوانب النفس الإنسانية، ونرى كيف من الممكن للظروف الصادمة والتربية غير السوية التأثير بشكل بالغ على حياة المرء ومن حوله.
كل شخصيات الرواية مرسومة بدقة، وأشعل الخيال أكثر أن الشخصيات تستخدم أسماء مستعارة من حالتها. كما أن أغلب الشخصيات جاءت إنسانية حتى مع أخطائها، فلا تملك إلا التعاطف مع المرضى ووضعهم الذي آلوا إليه، وتتساءل: ماذا لو تغيرت الظروف؟ هل كانت ستتغير مصائرهم؟ كما تطرح الرواية تساؤلًا عن الشر الكامن في أعماق الإنسان، وهل نستطيع أن نطلق على إنسان أنه طيب فعلًا دون أن يواجه اختبارات أخلاقية معينة؟
وكلما تقدمت أكثر في الرواية، تذكرت اقتباسًا للدكتور أحمد خالد توفيق عن طبيعة الشر في الإنسان:
"لقد تعلمت أنّ كل إنسان يقضي حياته في الفخر بأنه لم يقترف ذنبًا. فالحقيقة هي أن نطاق حياته بعيد عن أية فرصة لاقتراف الذنوب.. فإذا أُتيحت له الفرصة.. حسنًا.. أنت تعرفين من أين يأتي اللصوص والمختلسون والقتلة.. إنهم من بيننا.. إنهم نحن!"
تميز السرد في الرواية بأسلوب مشوق، ولكنه عميق في نفس الوقت، كما أنه كان أداة رئيسية لبناء التوتر النفسي وجعل القارئ متفاعلًا مع الرواية ويبني توقعات (وكانت الكاتبة تقوم بهدمها في النهاية😃)، مما جعل كل فصل مليئًا بالمفاجآت.
الرواية أيضًا مليئة بالمنعطفات والمفاجآت التي تجعلك تبتسم كلما أدركت فحوى أمر ما أو فهمت الرابط بين الشخصيات. فالرواية تحتاج إلى تركيز عند القراءة حتى يستطيع المرء استخراج كامل أسرارها.
جاءت النهاية مفاجئة وغير متوقعة، ولكن رغم ذلك، كانت منطقية وملائمة للأحداث.، فكانت نهاية مرضية بالنسبة لي.