مراجعات رواية ملحمة المطاريد : الجزء الأول

بصراحة هذا الكتاب أجمل ما كُتب و نُشر؛ هذا مما يضيف إلى حُبنا و رغبتنا الدائمة و الأفضلية في مشاهدة المسلسلات المصرية الصعيدية على وجه الخصوص .

من رأيي الشخصي، لو تم تحويل هذا الكتاب الرائع إلى إنتاج تلفزيوني سيصبح أعظم إنتاج في تاريخ الصعيد من حيث جمال الفكرة و بدايتها و طريقة سردها و عرضها.

مع كامل احترامي للأستاذ/ عمار علي حسن .

(المطاريد)

ثلاثية روائية

الكاتب: عمَّار على حسن

((فى تلك الليلة الشتوية التى اعتزلها القمر ملأ نور مبهر عيونهم وهم ساهرون ...

بانَ سور الحديقة العالى الذى طالما داروا حوله حائرين كانو كلما سألوا أهلهم عن هذه الحديقة ,قال كلٌ منهم (لانعرف إن كان شجرها قد نبت فى الأرض, أم نزل من السماء)!! ))

فيما يبدو كاستلهام من علاقة أهل الحارة فى روايات نجيب معَ (التِكِّية ) ذلك المكان الغامض المثير للتعجب والذى كان حاضرًا بثقله فى رواية (الحرافيش) يبدأ الكاتب فى نسج حكاية طويلة ومبدعة ومتفردة عن علاقة بين بشر فى نجعٍ صغير والحديقة الغامضة التِّى لايدرى الناس بما داخلها

لكن باستثناء حملِ الرجل الغامض صاحب الحديقة للبطل الأول فى الرواية رضوان وإنقاذه من الطوفان الذى دَمَّر النجع والذى بدأت معه الملحمة لا أجد تأثيرًا لهذه الحديقة على مسارِ الرواية .

((انتبه إلى يدٍ تضرب كتفه فى لطف .فتح عينيه فإذا برجلٍ لم ير مثله من قبل, ... أمره الرجل(اركب خلفى أو أسرع بعيدًا ,فقد حان وقتُ الهروب) )

بعد أن حملَ الرجل الغامض رضوان إلى ربوة عالية ينقذه من الفيضان الذى اباد أهله ليودعه على ربوة عالية عن مجموعة من الدراويش يختفى الرجلُ الغامض وتبدأ حكاية رضوان ونسله الذى امتد أجيالًا وأجيالًا .

يؤمن الكاتب بالتصوف وبكرامات الأولياء كما أرى فى معظم رواياته ((انتبه رضوان بعد أيام أن قُلة المجذوب لاينقص ماؤها ,وصرة الخبز كلما أكلا منها سويًا عادت ممتلئة))وعند المجذوب أتى سبعة رجال من المجاذيب ليقطنوا الربوة العالية ولينادوا رضوان باسم (رضوان الصابر)وعلى هذه الربوة نشأ الصوابر.تزوج رضوان من مفيدة لينجب ثلاثة أولاد وبنتًا

ومع حكاية رضوان وذريته يروى الكاتب تاريخ مصر خلال ستة عشر جيلًا وبضع مئات من السنين منذ الحكم العثمانى حتى بدايات القرن العشرين

يمثل الفيضان بطلًا رئيسيا وخصمًا عنيدا فى هذه الرواية فقبل السد العالى كان الفيضان يأتى فيكتسح القرى بزرعها وناسها وبيوتها مسببا دمارًا تتفاوت حدته تبعًا لقوة الفيضان .

ثلاثية عظيمة ومبدعة لا يجب أن تُفوَّت لن تستطيع تركها قبل أن تنهيها كاملةَ وإن كنتُ أحببت الجزء الأخير أكثر.

أعجبتنى الرباعيات الشعرية (أعتقد تُسمَى فن الواو) ولا أدرى هل هى من إبداع الشاعر أم هى مروية ومنقولة من جيل لجيل عبر الحكائين .

رواية تحبس الأنفاس