سيرة الرعب!
أعتقد أن هذا العنوان هو الأنسب لسيرة شخصية كستالين، أقرأ هذه السيرة وكلما كان الحديث عن الأمور الاجتماعية والداخلية للإتحاد السوفييتي أشعر وكأني أعيد قراءة رواية جورج أورويل 1984، وتأكدت الآن أن أورويل استمد الالهام لكتابة رائعته هذه من سيرة ستالين في حكمه للاتحاد السوفييتي.
على كل المعاناة وشظف المعيشة التي عانتها الشعوب السوفييتية والتي أرى أنها كانت أدنى وأسوء مما تعيشه البهائم، إلا أنه يجب الإشارة إلى أن هذا الجزار والوحش هو من أنقذ الاتحاد السوفييتي والعالم من جنون هتلر على أنقاض ستالينغراد (التي عرفت ولأول مرة من الكتاب أن معنى اسم هذه المدينة بالروسية هو مدينة ستالين) وبدماء أكثر من 10 مليون قتيل في هذه الحرب, وأنه على حد تعبير مؤلف هذه السيرة في تأبينه لستالين: "تسلم ستالين روسيا وهي ما زالت تستخدم المحراث الخشبي، وتركها مجهزة بالمحطات الذرية!".
ومع ذلك، كل هذه الانجازات الجليلة والعظيمة لا تمحو اجرامه وساديته بحق شعبه الروسي وشعوب الاتحاد السوفييتي.
أما الكتاب، فرائع جدًا، حسن التبويب ومستفيض على نحو مذهل، واسحاق دويشتر هذا اكتشاف رائع جدًا في عالم السير الشخصية، والترجمة كانت لا تقل جمالًا عن الكتاب.
لا يفوتني أن أشكر دار ديوان على نشرها هذا الكتاب على الفور في منصة أبجد مع تزامن صدوره في معرض القاهرة للكتاب.