تقييم رواية "نوح المذبوح" – حسن الجندي: شهادة وفاة كاتب
مش هنتجمل، ولا هنجامل، اللي هنقوله هنا هو الحقيقة المرة: حسن الجندي، الاسم اللي كان بيرعب المنافسين زمان، انتهى تمامًا. الكاتب اللي كان يومًا ما علامة فارقة في الأدب العربي، بقى دلوقتي مجرد نسخة باهتة، عجوزة، وبائسة من نفسه، نسخة فقدت تمامًا أي أثر للإبداع.
في بداياته، حسن الجندي كان ظاهرة. رواياته كانت علامة مسجلة للعبقرية الأدبية، وسحرته أفكاره وكتاباته جمهور واسع. لكن بعد كل النجاح ده، وبصورة مفجعة، تحول من كاتب عبقري لشخص بيعافر في محاولات مستميتة لاسترجاع أمجاد الماضي. المشكلة؟ إنه فشل فشل ذريع.
رصيده عند جمهوره بدأ ينفد لما اتهموه صراحة بسرقة أجزاء من "مخطوط ابن إسحاق". ورغم كده، الجمهور سامح، مش علشان هو بريء، لكن علشان كان لسه في بصيص أمل إنه يقدم حاجة تستحق. الأمل ده مات مع الوقت.
رواية "أيام مع الباشا" كانت الطلقة الأولى في نعش مسيرته الأدبية. الرواية دي ما كانتش سقطة عادية، لكنها كانت إعلان صريح إن حسن الجندي فقد البوصلة تمامًا. التقييمات السيئة ما كانتش مجرد ملاحظات عابرة، لكنها كانت دليل قاطع على بداية النهاية.
والمأساة استمرت. "صلاة الممسوس" كانت أقل من كلمة كارثية، رواية مستواها أقل حتى من وصفها بالزبالة، لأن الزبالة ممكن يُعاد تدويرها. ومع ذلك، الجمهور – ببساطة لأنه بيحب "اللي كان" – صبر وأعطاه فرصة تانية. ثم جات "أذكار الموت"، عمل أقرب لتمرين كتابي لتلميذ فاشل في الابتدائية. الفكرة سطحية، الأسلوب ممل، واللغة فقيرة.
لكن الكارثة الكبرى كانت "نوح المذبوح". الرواية دي مش مجرد خطوة في رحلة فشل، الرواية دي شهادة وفاة، ختم النهاية لمسيرة كاتب تحول لحكاية حزينة عن العبقرية المهدرة. اللغة فقيرة، الحبكة معدومة، والأفكار سطحية لدرجة مستفزة. ببساطة، ما بقيش عند حسن الجندي أي شيء يقدمه، ولا حتى محاولة لإنقاذ نفسه.
النهاية: كاتب بلا روح
الجمهور اللي سامح وسكت مرة واتنين وثلاثة، فقد صبره تمامًا. حسن الجندي بقى مجرد اسم مرتبط بسلسلة لا تنتهي من الإحباطات. آخر سبع سنين من أعماله ما كانتش مجرد فشل، لكنها كانت رحلة سقوط حر، ختمت النهاية بأسوأ طريقة ممكنة.
دلوقتي، حسن الجندي مش مجرد كاتب انتهى، لكنه بقى ذكرى حزينة لكاتب عبقري دفن نفسه بإيديه.