اقتباسات من رواية غير مرئية

كان بيته عاديًا كعادية معظم البيوت. بينما نعتقد أحيانا أن بيوت المؤلفين أشبه بالمغارات، أو أنهم يعيشون في بيوت خيالية، بلا جدران أو أسقف، وإن كانت، فهي غالبا مبطنة ببقايا الحكايات.

اشترت لي نظارة في أحد الأيام دون أن أكون مصابًا بقصر النظر أو طوله. قالت يجب أن ترتدي نظارة لأنك مؤلف. ارتديتها لسنوات طويلة رغم أنها تشوش رؤيتي.

أكره الفشل أمام الآخرين. لا أملُّ من الفشل مئات المرات طالما لا أحد يراني، بينما تقرصني كرامتي لأقل خسارة أتكبدها أمام أي أعين متلصصة.

المسافة شاسعة جدًا ما بين الورق والواقع.. مسافة لا يمكن اجتيازها ولا تعديها إلا في خيال الكاتب الخصب، أو المريض بصيغة أدق..

❞ حين نفعل الأشياء العادية بطريقة زائدة عن اللازم أو في غير مكانها، تخرج من حيز العادية إلى حيز التخويف، حتى الجنس إذا فعلناه في غير مكانه قد يصبح أكثر أشياء العالم رعبًا. ❝

❞ لا أملُّ من الفشل مئات المرات طالما لا أحد يراني، بينما تقرصني كرامتي لأقل خسارة أتكبدها أمام أي أعين متلصصة. ❝

❞ الكتابة لا تدفعنا للتحرك، فما يبدأ على الورق ينتهي عليه أيضا. المسافة شاسعة جدًا ما بين الورق والواقع.. مسافة لا يمكن اجتيازها ولا تعديها إلا في خيال الكاتب الخصب، أو المريض بصيغة أدق.. ❝

❞ كل الروايات والقصص الموجودة في هذا العالم بلا جدوى، إنها لا تغير أحدًا. القصص لا تفسد مخططات الأشرار، ولا ترد للمظاليم حقوقهم ، إنها تُكبر المأساة وتُكبر عجزنا حيالها ❝

❞ لا أحد يعرف مكانته وقيمته بالضبط. الكل يحمل رؤيةً مغايرة لنفسه، رؤية تعبر عما يتمناه وليس عما يمتلكه. ❝

❞ المواقف التي لا نعيرها اهتمامًا تأتي عواقبها أسوأ مما نتخيل. ❝

❞ لمَ لا يموت أنصاف الموهوبين؟ لمَ لا يتحللون من تلقاء أنفسهم.. لمَ لا يموت الرديئون سريعًا ليفسحوا جزءًا من المكان للجيدين لكي يظهروا؟ ❝

❞ أنا أقدس الأصابع والكفوف، أعرف قيمتها، أي كاتب أو مؤلف سيفهم ما أقصده بمنتهى السهولة فالأصابع والكفوف هي وسيلتنا للحياة، هي الرئة التي نتنفس بها، من دونها لا نتمكن أبدًا من الحياة. ❝

حين نعجز عن قتل العالم نقوم بقتل أنفسنا.

دون أن يتبادلا أي كلمات مع بعضيهما

الكتابة فعلة أنانية ومؤذية.. تغرقنا في ذواتنا الأنانية حتى ونحن ندعي أننا نعبر عن الآخرين.. كم كنت محدودًا في كل ما أكتبه.. لم أكتب إلا عن نفسي.. ويا ليتني كتبت عنها كما هي.. بل كما ظننتها.

وربما هذا هو أدق وصف للحب، أن تتورط في أحدٍ سواك.

على المؤلف القيام بكل شيء، لا يكفيه التوحد بأدوار الشخصيات البشرية فقط، عليه التوحد بعناصر الطبيعة الصامتة أيضًا. التوحد بالجبال والسحب والمطر وحبات الرمل، يتعلم كيف يصبح طبقًا من الفواكه أو إبريقًا من الشاي.. ليكن التوحد مع الجمادات هو درسك الأول أيها الكاتب.

الكتابة هي رد الفعل الصادق والوحيد للحب. لو لم يتغن الشعراء والكتاب بأحبتهم، ماذا

الأرض بأكملها بكل مساحتها الشاسعة، بوديانها وجبالها وبحارها لم تحتمل أول زوج من الإخوة على ظهرها. ضمت أحدهما في جوفها، ورحبت بنسل الآخر لينمو ويتكاثر فوقها ولم تعترض لكونه القاتل. وكأنها تبتلع الضعفاء ولا تقيم حسابًا إلا للأقوياء حتى وإن كانوا مجرد قتلة.

«لأن الأم شعرت بالوحدة قررت أن توهم نفسها أنها أنجبت. ولأن الطفل ظل وحيدًا اخترع له أخ. ولأنني فكرت أن أتخلص من وحدتي تخيلتهم جميعًا وحكينا الحكاية.»