اقتباسات من كتاب ‎⁨نوستالجيا

‫ ‏عملية الكتابة ليست سهلة، بل معقدة للغاية. ورغم صعوباتها، قد تكون في جوهرها راحةً لأي كاتب؛ لأنها شغفه وملجؤه الآمن، لكنها مرهقة جدًا.

أرى أن الكتابة والفن عمومًا يتحديان فكرة الفناء،

لم أَرَ في حياتي شيئًا سحريًا يشفي الإنسان من كل آلامه وأحزانه مثل الكتابة. على الرغم من متاعبها، إلا أنني أحبها من كل أعماق قلبي، وأراها تعويضًا حقيقيًا من الله.

يقول هذا الفيلسوف إن العلاقة بين الله وعبده تشبه المعلم وتلميذه النجيب، ولله المثل الأعلى.‏

كانت لديّ قطة اسمها كوكي، ودائمًا كانت تأكل وتنام. هذه هي حياتها؛ عندما تسمع أحدًا يُحرك الأواني في المطبخ تتحرك، وعندما تكون جائعة تتحول حرفيًّا إلى أسد، وترى أقدامنا كأنها سندوتشات كفتة. وعندما تشبع، لا تبرح مكانها.‏

ومن ضمن الحلول، ذلك الحل الذي دعا إليه همنغواي: ألا تفرغ كل ما لديك على الورق.‏

‫ ‏اترك بعض العصارة ليوم غد، لتجد شيئًا تبدأ به عندما تجلس غدًا لتكمل عملك.‏

ومن أسباب السدة كذلك خوف الكاتب الشديد من الكتاب القادم، فهو كالهداف الذي يقف أمام المرمى متأهبًا لتسديد ضربة الجزاء.‏

‫ ‏يحبس الجميع أنفاسهم خشية أن تضيع الضربة ويخسر فريقه. الكل يخشون أن تطيش الضربة، وفي الوقت ذاته لديهم توق سادي لأن يحدث هذا، بينما يقف الهداف عاجزًا عن توجيه الركلة.‏

‫ ‏هذه هي ميزة أن تكتب عملًا رديئًا أو أن تكون في القاع: لا أحد يتوقع منك معجزة في العمل التالي، ومهما حدث فلسوف تتحرك خطوة نحو السطح.‏

‫ ‏لهذا تشعر بحرية كاملة، بينما القمة ضيقة جدًا، باردة جدًا، ولا يمكنك أن تتحرك منها إلا للأسفل.‏

وهكذا الكتابة. ومن أولى صعوباتها -التي أريد أن أتحدث عنها- العودة إلى الكتابة بعد انقطاع.‏

‫ ‏كأنك تبتعد عنها أسبوعًا أو شهرًا أو عدة سنوات، ثم تحنّ وتعود. وفي عودتي، واجهتني مشكلة اسمها "سدة الكتابة". وكان هذا الأمر يواجهني للمرة الأولى.‏

في القرية، الخير موجود؛ فالأطعمة كثيرة والحياة نفسها بخير. تلمس الأرض بقدميك، وتنام تحت السماء المفتوحة، وتشرب الشاي وسط الأشجار، وتستيقظ على أصوات العصافير، وتتجول وتسلّم على بيوت أقاربك، فكلهم ساكنون بجوار بعض، وتشعر بالعزوة، وكأنك تمتلك كل هذه القرية.‏

نتوقع حدوثها، فإننا نمر بمراحل عديدة: أولها الصدمة، ثم الإنكار، فالغضب، فالحزن، فالندم، فالحنين، حتى ينتهي مخزون المشاعر السلبية وندرك الحكمة ونخرج من هذه التجربة.‏

‏وجاءت النتيجة ونجحت… نجحت ولم يكن عقلي يصدق هذا، حيث دائمًا عقلي يفكر بعمق… لم أفرح لأنني سأعمل معلمة رياض أطفال، ولكني فرحت لأنني أخذت أخيرًا نتيجة تعبي، فجهدي لم يذهب سدى وأخيرًا عوضني ربي، ورأيت بأم عيني العوض الذي لطالما كنت أسمع عنه، وثبتت الفكرة بعقلي بأن الله يعوض، وأن مجهود البشر لا يذهب سدى، ولكن الفكرة كلها في الحكمة.

‏الحب هدية من الله، فلا أحد يستطيع أن يسيطر على قلب أحدهم بالقوة، إنما يأتي هكذا وحده.‏

‫ ‏إنه رزق من الله، رزق محدد لفلان ابن فلان، وأن فلان هذا بمجرد أن يرى فلانة يعشقها ويظل كالمجنون يبحث عنها.‏

‫ لذلك، لا تسمعوا لثرثرة حفنة من معاتيه هذا المجتمع‏.‏

‫ ‏اتركوا الأمر لله، وهدية السماء ستأتي حتمًا.‏

‫ ‏كنا سنختصر المزيد من الأذى والوجع والمتاهة الكبيرة جدًا التي دخلنا فيها.‏

‫ ‏ليت كل هذا يحدث.‏

‫ ‏ولكن هل كل ما يتمناه المرء يدركه؟‏

‫ ‏النفس التي تسمح للشيطان حتى يستدرجها ويجعلها تقنط من رحمة الله، وأنت نفسك بكل عقلك وكيانك تدرك أنه ليس هناك شيء عبثي بل هو مقدر بالثانية وسيتم التعامل معك بمثقال ذرة وأن رحمة الله واسعة وسبقت كل شيء، ومهما فعل الإنسان فإن الله ينتظر توبتك ويفرح بها.‏

‫ ‏إياك أن تصدق بأنك كبرت في السن، فما جسدك إلا وعاء توضع فيه روحك. الروح لا تشيب ولا تشيخ، الروح من عالم آخر لا تشبه عالمنا بشيء ولا يعلم حقيقتها أحد إلا الله.‏

اك أن تصدق بأنك كبرت في السن، فما جسدك إلا وعاء توضع فيه روحك. الروح لا تشيب ولا تشيخ، الروح من عالم آخر لا تشبه عالمنا بشيء ولا يعلم حقيقتها أحد إلا الله.‏

‏وأهم صفة في الكتابة يجب أن يتصف بها أي كاتب هي الصدق. فالكاتب الصادق هو الصديق المقرب لقُراءه، حيث يلمس قلوبهم بشكل سريع.‏

‫ ‏وأرى أن الصدق عامًّا هو باب النجاة، وأعظم صدق هو صدق الإنسان مع نفسه، بأن يكون شفافًا واضحًا كوضوح الشمس.‏

‫ ‏يرى إنجازاته ويضعها أمام عينيه، لا يتجاهل أو حتى يهرب من فشله، بل يركز عليه ويتعلم منه حتى يدرك الدرس.‏

‫ ‏وحقيقة، كنت دومًا أسمع هذا الكلام وأنا غير مقتنعة به، ولكنني مررت بالعديد من التجارب التي جعلتني أفهم حقيقة الدنيا على أنها كلها اختبارات حتى تلحق بالآخرة وأنت أبيض الصفحة.‏

‫ ‏لذلك، إذا أحب الله عبدًا طهره من ذنوبه بالابتلاءات في الدنيا، وأن الحياة ما هي إلا رحلة تكملتها الآخرة.‏

‫ ‏لذلك، من المطلوب منا أن نعمل بجد لأجل هذا. وفكرة الابتلاء لو أدركتها حقًا، لشكرت الله عليها، لأن مع كل ابتلاء يرتفع قدرك ودرجتك في الجنة… فكر في الأمر قليلًا واحسبها.‏

‫ ‏في صغري، كنت دومًا أكره تلك اللحظة التي ألجأ فيها إلى شخص حكيم ليعطيني حكمة. وكان هذا الشخص يقطر عليّ بكلمات ويقول: "افعلي كذا وكذا." كنت أكرهه وأشعر بالنقص وكأنه في الأعلى، في مكان مرفه في الجنة مثلًا، وأنا مطروحة في السعير.‏