قصص من الحياة
تأليف
اسكندر الديك
(تأليف)
ليست مجرد قصة عابرة، بل تجربة كنتُ شاهدًا عليها، وتركت أثرًا عميقًا في نفسي، بل وغيرت مسلكي بشكل لم أعهده من قبل. كانت درسًا لم يمر بي مثله سابقًا، ما دفعني إلى تدوينه في دفتر خاص، حيث اعتدت أن أسجل خواطري وقصصي وقصائدي، وأحفظ فيه تطلعاتي وأفكاري، منتظرًا اللحظة المناسبة لإيقاظها من سباتها العميق. والآن، قد حان الوقت لنثر هذه القصص الصغيرة أمام من يهوى استنشاق عبقها، والتأمل في دلالاتها، وربما الاقتداء بها.
1963
تلك الصدفة التي جمعتني بتلك السيدة لا تزال منقوشة في ذاكرتي منذ ذلك اليوم. في البداية، بدا تصرفها وكأنه صفعة على وجهي ووجوه الآخرين، خاصة أنها كانت غريبة عن هذه الأرض، لا تربطها بها أي صلة. ومع ذلك، ظلت أمينة على ما نشأت عليه في بيتها ومدرستها ومجتمعها، في حين أن كثيرين منّا لا يفعلون الشيء ذاته، لا في أوطانهم ولا في البلدان التي يزورونها أو يقيمون فيها.
أعترف أن هذه الحادثة تركت أثرًا إيجابيًا في نفسي، وربما في آخرين أيضًا، فقد تعلمت منها درسًا لا يُنسى، درسًا جعلني، منذ ذلك الحين، أحذو حذو تلك المرأة التي التقيتها مصادفةً في مطلع شبابي.