1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : رواية "جثة البئر"
3️⃣ التصنيف : جريمة "بوليسية"
4️⃣ الكاتب : وائل السيد علي
5️⃣ الصفحات : 192أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2024 م
7️⃣ الناشر : دار دون للنشر والتوزيع
8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐
♦️مقدمة عامة:_
▪️دليل الحائر ، وسلوة الساهر ، وبغية المريد ، وقُربة البعيد ، وصُحبة الوحيد ، ونُزهة الشريد ، إنها القراءة—بوابة الخروج من الكبت والوهن ، مآل الغريب والملاذ والوطن ، حين يضيق بك الوجود ، وتحاط بالخفوت والجمود ، تهرع إلى عوالمها ، والتي تدخلك إلى ألف حياة وحياة ، وهذا من روائعها.
▪️ومن روائع الكتابة البوليسية خاصةً ، كونها توقظ الذهن وتحرك الوجدان ، وتعمل الفكر فتطلق له العنان ، تحلّق في آفاقها ، وتغوص في أعماقها ، فتشارك في البحث والتصوّر ، وتتأرجح بين الجمود والتطور ، على هذا المعنى قامت هذه الرواية.
▪️"دخل رجل على زوجته وهي تبكي وتصرخ، فسألها عن السبب، فقالت: رآني طائرٌ على الشجرة المقابلة لشرفتي وأنا أخلع ملابسي .. فحمد الله على عِفّة زوجته العالية... وقطع الشجرة .. وعاد بعد حينٍ في غير موعده ، فوجدها بين أحضان العشيق!"
في ذات المعنى أيضاً كُتبت الرواية ، حيث لا تكمن الرزيلة إلا عند شديد الفضيلة ، ولا تستقر الجناية إلا على برئ البداية .
▪️روايةٌ كُتبت خصيصًا لعاشقي المتعة والإثارة والتشويق ، من أول سطرٍ فيها إلى منتهاها ، بحِرَفيةٍ عالية ، استطاع الكاتب أن يُدخل القارئ إلى عالمه؛ يُفتّش ، ويبحث ، ويصول ، ويجول ، ويدوّن .. في حبكةٍ استثنائية لم أشهد لها مثيلًا منذ زمنٍ في الروايات البوليسية.
▪️لم يترك الكاتب منفذًا لخللٍ أو موطنًا لعلّل ، بل أنشأ جريمةً متكاملة الأركان ، صلبة البنيان ، مكثفة المعطيات ، معقدة الحلول ، مشتتة الجوانب ، وخيمة العواقب ، وأحاطها بسياجٍ من نار ، حتى لا يكتنفها عوار ، حتى لو تكهنت مبكراً ، لوجدت الخلاف ظاهراً.
♦️ملخص القصة:_
ـ وأفضل تلخيصٍ لها ما أورده الكاتب بين ثناياها:
"إنها جريمة قتلٍ ذات ظروفٍ عجيبة؛ المتّهم الرئيسي فيها هو الضابط الذي كُلِّف بمناظرة جثة ورد بلاغٌ بالعثور عليها أثناء نوبتجيته! ناظرها، ثم عيّن أجبن جنوده لحراستها، ليفرّ من حراسته بعد أن داعبه أحدهم؛ شخصٌ كان يعلم أنه جبان!
ـ لتنتقل الجثة إلى بئر الغاز المظلم، فيُضيئه أمجد بعفويةٍ بشعلة نارٍ أحرقت البئر بما فيه، ثم يتفاجأ الجميع بأن خلافًا قديمًا كان بين القتيل والضابط، تعترف به خطيبة الضابط، ثم تتراجع عن اعترافها لتثير تساؤلاتٍ لا تعلم قدر خطورتها، وتقضي حياتها بعد ذلك وكأن شيئًا لم يكن!
ـ بينما يُغامر ضابطٌ آخر بمستقبله الوظيفيّ وسمعته من أجل تبرئة زميله... وتكثر الإتهامات ، وتتعدد الدلائل في مسرح الجريمة ، ويطال الشك القريب والبعيد ، فيا لها من مفارقاتٍ نادرة!" حين تنتهي إلى صورة باهرة ، وتثبت الرزيلة على الطاهرة .
♦️الرسائل الضمنية:_
ـ الإشارة إلى قدسية العمل وعدم الرعونة فيه، خاصةً في الأعمال ذات الخطورة والدقة.
ـ إبراز قيمة الصداقة وقوتها، وعرض وجهيها القبيح والجميل.
ـ التأكيد على أن كل مجرمٍ يترك دليلًا خلفه، ولو أحكم الجريمة، ولو تحصّن بالفولاذ.
ـ إبراز معنى الوفاء وما يبذل في سبيلها ، والخيانة وما يحصل في ردائها .
♦️اللغة، السرد، والحوار:_
كُتبت الرواية بلغةٍ عربيةٍ فصحى بسيطة، مناسبة لهذا النوع الأدبي في السرد، بينما جاء الحوار بالعامية، ملائمًا للشخصيات والمواقف. طغى الحوار على السرد، مما أضفى واقعيةً مناسبةً للقصة، ومتوافقةً مع الحبكة والبناء الدرامي والتشويقي.
♦️ الحبكة الروائية:_
شديدة التميز، متماسكة الإيقاع، متشابكة الخيوط، مليئة بالملابسات والوقائع والمتهمين والدلائل ، خاطها الكاتب ببراعةٍ شديدة عبر الفلاش باك، حيث بدأ من النهاية ليترك القارئ حائرًا يطرح التساؤلات، ثم يسير به رويدًا رويدًا نحو الحقيقة.
♦️العرض التشويقي:_
أشدُّ ما يميّز العمل، وهو عنصرٌ حتميٌّ في الرواية البوليسية، لكن الفريد في هذا العمل أنه لم يكن عنصرًا لحظيًا بل هيكليًا؛ بدأ به الكاتب، وتوسط به، وختم عليه ، وهكذا يسير القارئ، يلتهم الصفحات التهامًا، متعطشًا للنهاية، لكنه في الوقت نفسه مستمتع بالأحداث، لا يريد إنهاءها.
♦️ملاحظات بسيطة:_
- إضافة لقب "بك" بعد أسماء الضباط غير منطقية في زمن الإنفلوينسر .
ـ المسافة بين القاهرة وأسيوط لا تتجاوز 400 كم، وليس 1000 كم كما ورد .
#أبجد
#جثة_البئر
#وائل_السيد_علي
#المعرض_قبل_المعرض
#مراجعــات_محمــود_توغـان