آريانا طبيبة أمريكية من أصل أفغاني تهتم بعملها ، تمارسه بحب ، تبدو حياتها هادئة بلا منغصات ، و لكن ليست كل الأمور دومًا كما تبدو فلآريانا ماضي مليء بالندوب و الصدمات ، ماضي كان الهروب منه وسيلة التعايش معه .. فمن طفلة لأسرة مرفهه يعمل والدها بأرفع المناصب كأحد مستشاري رئيس أفغانستان ، لطفلة قُتلت أسرتها أمام عينيها بسبب إنقلاب عسكري مفاجىء ، طفلة ساعدتها الصدفة على النجاة و الهرب بالكثير و الكثير من المشقة فلم تكن الرحلة بالسهلة أبدًا ، و حتى و مع وصولها لملجأ النجاة الولايات المتحدة الأمريكية ، لم تكون محاولات التعافي بالحل الأيسر .. فهل تكون النجاة بالتجاهل أم المواجهة ؟
تصحبنا نادية هاشمي بالكثير من الحكي الممتع و المشاعر المتدفقة بكل سلاسة و نعومة في هذه الرحلة لنعود بالزمن لأبريل عام ١٩٧٨ ، مع الكثير من التخبط السياسي الذي عاشته أفغانستان ، صراع الدول الطامعة ، الحرب الباردة ، و أثرها على شعب يعاني الفقر و قلة الحيلة ، نعيش مع مأساة طفلة بكثير من الترقب و الخوف .
لننتقل في النصف الثاني من الرواية لعام ٢٠٠٨ و بعد مرور ٣٠ عام على انتقال البطلة لأمريكا ، لنرى تلك الصورة الباهتة منها ، جسد بلا روح يسكنه الماضي بكل ألمه ، رغم ما يبدو عليه من القوة ، لتنجح الكاتبة بذكاء شديد في تغيير طريقتها المعتادة في الاهتمام بتفاصيل الشخصية و مشاعرها لصورة تنقل بها حقيقة ما صار عليه الأمر لتلك البطلة ، حقيقة ما حفره الماضي داخل نفسها ، حقيقة نفس هشة قاست ألم الغربة ، الوحدة ، الفقدان رغم ما عاشته من مأساة بوطنها الأم .
لتعود بينا قرب نهاية العمل لبراقة الأمل و التي اعتبرها أهم ما يميز أعمال نادية هاشمي .
جاء العمل معبرًا بكل سلاسة و بساطة عن حال بطلته ، مفعمًا بمشاعر الألم و الأمل ... بترجمة مميزة جدًا كعادة إيمان حرز الله .
عمل إنساني درامي ، عن الفقد و الوحدة
الوطن و الأحلام ، و عن السياسة و أفعالها .. أرشحه للقراءة .
#قراءات_٢٠٢٥
#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب
#روايات_عربية #روايات_مترجمة
#لمعان_النجوم