يأخذنا عامر الطيب إلى قصائد طويلة، تحمل شحنات شعرية عالية، يقسّم عامر قصائده على مقاطع، يمكن لكل مقطع منهم أن يكون قصيدة منفصلة، ولكنه يجمع بين تلك المقاطع بعنوانٍ واحد، كما يفعل معنا في قصائد الديوان التي جمعها ببساطة أنها قصائد الثلاثاء. من القصيدة الأولى يحملنا إلى "منازل من ماتوا"، ولكنه من هناك يستشرف آثار حبيبة غائبة أيضًا، فيقول:
(( كم سيكون مأساوياً أن تبقى عاشقا حتى هذه الأيام/ حيت يقومون بتوديع ميت في الجوار/ ثم يدفنونه ويعودون/ يشعلون الشموع ويتذكرون ما لم يقم به: أحبَ الحياة أم نسي أن يفعل؟ عاش سعيدا أم قضي عاما بأكمله من أجل ملاقاة محبوبه ؟ / كم سيكون مأساويا أن نحمل جسد الميت حين يحترق الحقل /أن نحافظ عليه بينما تتضرر المحاصيل، أن يسنده أحدنا على الآخر فنقع.))
يبدو الشعر عند عامر تأملاً للحياة، وبحثًا للمناسب منها لتدوينه والإبقاء عليه، فهو يساءل القصيدة بين الحين والآخر عن الموت والحياة، عمّا بقي من آثار الراحلين، ولكنه حين يتوقف عند حبيبة يساءلها عن الكتابة ومظاهر الطبيعة المنثورة من حولها، تلك العلاقات التي تربط بين الواقع والخيال ما تجعل القصيدة أكثر ثراءً وشاعرية.
............