كيف نحب أمريكا ونغادرها في الآن نفسه! (أقاصيص من العالم)
تأليف
مجموعة من المؤلفين
(تأليف)
أنطوان أبو زيد
(ترجمة)
في اختيار هذه القصص نوعٌ من الردّ على طغيانِ نوعٍ سرديّ بذاته، أي الرواية، واقتناعٌ راسخٌ منّا بأنّ لنوعِ القصّة (طويلة وقصيرة) الحقّ في الوجود، وأنّ هذا الوجودَ مستحقّ بفضلِ ما فيهِ من سماتٍ وخصائصَ كانَ قد أثبتها كبارُ أدباءِ هذا العصر، وروائيّوه، الحائزون نوبل للآداب وغير الحائزين، من مؤسسي الحساسيات الفريدة، وبُناةِ العوالم القصصية الجديدة ومجرّبي وجهات النظر الغريبة. ونقول أيضاً إنّ هذا الاختيار ينبغي أن يشمل أقطاباً من مبدعي القصص منَ العالم بمختلف أقطاره، على ما تبيّنه أسماء المؤلّفين. كما يمكن القول إنّ هذه القصص تكشف عن غنى الفنّ القصصي، الذي طالَ حصره وتهميشه في العالمين الغربي والشرقي؛ إذ يتسنّى للقارىْ العربي اكتشاف القصص ذات الطابع الغرائبي (بورخيس)، وذات الطابع الواقعي الانتقادي (جون آبدايك)، وذا الطابع السحري (ميازاوا)، وذات الطابع العبثي الواقعي (ساراماغو)، وذات الطابع الرمزي النفساني (روبير موزيل)، على سبيل المثال، لا الحصر. على أن يتاح للقارىْ العربي التبصّر بهذه الأعمال القصصية، التي قصدنا في ترجمتها الى العربية، من متنها الفرنسي، وبلغة تحاكي الأصل، أو تقارب المضمون بقدر من الدقة والأمانة والملاحة التي تقتضيها الترجمة الأدبية، وأن بفيد منها الإفادة المتوخّاة، أو تمتعه وقائعها وعبرُها.