الفضاء السيميائي
تأليف
سمير الشيخ
(تأليف)
يظلّ المشروع السِّيميائي مفتوحاً على كلّ الأسئلة والاستبصارات والإضافات الفلسفيّة والجمالية والثقافية، فهو حقل متحرّك وليس حقلاً سكونياً بطريقة التمركز أو القطيعة بسبب التنافذ والتعالق الذي تقوم عليه علاقته مع كلّ حقول وميادين الحياة والفكر والإبداع والتشابك، بل حتّى مع القيم المعرفيّة والجماليّة والإنسانيّة والمظاهر الأيديولوجية والميثولوجية، والتشابك مع الحقيقة والمجاز، والأنساق الذهنية وفلسفة العلامة والإحالة وإنتاج التصورات، وما يثيره هذا الحقل من قوّة السيرورات التأويليّة وميكانزمات الإشارة.
وتكمن أهميّة المشروع السِّيميائي وضرورته كونه يشكّل علاقة جدل وتشاكل مع اللّسانيات واستثمار قوانينها ومنطلقاتها، لاسيما الأنموذج (السوسيري) الذي يؤكد على أن اللّغة نسقٌ من العلامات. وقد استطاع المتخيّل السيمولوجي أن يخلق منظومة أو فلسفة العلامات بوصفها لغة، قادرةً على الاختزال والتجريد والتجسيد والإحالة، لكنّ استراتيجيات السِّيمياء لم تقتصر أو تتوقف عند التوظيف الشكلاني للعلامة بل كشفت عن خطاب إبستمولوجي وجمالي توجّه إلى دراسة كلّ مظاهر الحياة والظواهر الإنسانية، وفي مختلف الحقول والميادين عبر تجسيدات الفنون والعلوم والآداب. وأصبح مصطلح السيميائيات يمثّل فلسفة شاملة، ومنهجاً وتوجّهاً استكشافياً لدراسة أنساق الإحالة والتشفير والتأويل المجازي.