اقتباسات من كتاب قاموس الأمومة

الأم الحزينة تطبخ الحزن لأولادها دون قصد.‏

يتكلم الآباء في ترك أرصدة وأملاك لتأمين أطفالهم، وأفكر في تأمينهم حبًا وانتماء وثقة.‏

لم تلعب معي أمي لكنها بنت لي ذكريات من الخمسينيات وأنا لا زلت ثلاثينية. بيني وبين أمي خمس وثلاثون سنة، وبيني وبين أولادي مثلها. لا ألعب معهما بما يكفي لكن آمل أن أربيهما بحنان الجدات وأزرع لهما ذكريات أصيلة يورِّثانها.‏

كل هذا الضغط تنفَّث فينا صراخًا متواصلاً، دخل معي الامتحانات، وتذوقته في خلطة دبوس الدجاج. الأم الحزينة تطبخ الحزن لأولادها دون قصد.‏

ظهرك المقسوم على الحوض والدوالي في ساقيك التي توجّ مع كل مشوار للمدرسة، للتمرين، للتسوق، لن تصنع ذكريات أطفالك، وحده الضحك والدغدغة سيبقيان.‏

لكن الأم الجيدة يجب أن تملك مكتبة رائعة خالية من التراب المتراكم، وعليها أن تكون مثقفة ليفخر بها أبناؤها. جربي أن تثقفي نفسك ذاتيًا، بحقنة مثلاً أو كبسولة توسع مداركك وتحسن حياتك الاجتماعية وتغذي احتياجاتك الأساسية، أو تعرفي محتوى الكتب بمجرد أن تنيمي الصغيرة وتداعبين الكبير وتغلقين النوافذ لئلا يتسرب الجرذان إلى خزين بيتك، وقبل أن يستيقظ الجميع تفتحين النوافذ لتشبعي البيت برائحة البكور وتخلطين رائحة الهواء الطازج بروائح الخبيز، وتجهزين تتبيلة البانيه الممتازة وتشحذين روحك بالألوان والصبر والصمت والشعر المنتوف. لا يهم عدد ساعات نومك، المهم الكتب والأكل والبسمة الراسخة التي لا تتزعزع.‏

❞ أحببتني فأحببت أطفالي كما يستحقون. واجهتُ شجرة الذنب المتجذرة داخلي وقلمتها، ربما يومًا ما يمكنني خلعها. سأصنع من خشبها ضميرًا يسامحني كما يسامح الناس.‏ ❝

❞ أبوك يا ولدي رجل.. والنساء وحدها أهلٌ لرؤية ما تُلقِي به الأرحام من مشروعات مُفتتة وحيوات مبتورة وقلوب بلا نبض.‏ ❝

‫ ‏وجدت الكنز، وها أنا أحاول تعلّم المتعة من جديد.. لكنه أبداً لم يكن في الرحلة.‏

‫ ‏الكنز كنز، والرحلة احتضار طويل تخوضه وحيداً

‫ ‏الله وحده مَن حَضَن أم موسى يوم كادت لتبدي به.. امرأة أوحي إليها من الله رأسًا ووعدها بالعوض، لكنها أم، نسيت وعد الله وكادت لتبدي به.. من يفهم ذعر أُم غير الله؟ من يربط على قلب أم سواه؟ لا أحد!

‫ ‏لا أذكر عدد المرات التي طاردتني فيها عبارات على شاكلة "أي إنجاز في كونك أمًا؟!"، "الحيوانات أيضًا تحمل وتلد وتربي". لا أذكر كم مرة في بدايات أمومتي شعرت بالتضاؤل لتوقف عملي فترة بين زميلات يقدسن العمل ويرددن كلامًا سطحيًا يتلبس زيفًا ثوب النسوية، ولا يرين في إلا الاستسلام والتخاذل.

هل شاهدت من قبل: أمًا تسقط في هيستريا بكائية بعد أن تعاقب طفلها فينام حزينًا؟ أمًا تدق رأسها في الحائط لتتفادى انفلات أعصابها على الأطفال؟ أمًا تنساب دموعها وهي تحكي حدوتة الأميرة التي خلفت صبيان وبنات وعاشت في تبات ونبات؟‏

‫ ‏تقول الدكتورة ستوبي: اكتئاب ما بعد الولادة ليس مجرد شعور بالحزن أو الانخراط في البكاء. هو أيضاً شعور بالعجز وخشية من حدوث شيء سيئ للطفل.

الأم الحزينة تطبخ الحزن لأولادها دون قصد.‏

لا أذكر كم مرة في بدايات أمومتي شعرت بالتضاؤل لتوقف عملي فترة بين زميلات يقدسن العمل ويرددن كلامًا سطحيًا يتلبس زيفًا ثوب النسوية، ولا يرين في إلا الاستسلام والتخاذل.‏

حبيبتي، كل يوم الوجع يحتل في جسدي بقعة جديدة ويطردني منها حتى أصبح الوجع صاحب الأرض وأتعجب إن غاب يومًا وتركها لي.‏

سلام على قلوب اللواتي دهستهن مواعيد العمل وبكاء الصغار وعنت الرفيق وتسرُّب الحب ووسن الأصدقاء‏

‫‏اللواتي باغتهن الشيب وغافلهن العشق وانسلّ حين غفوة‏

‫‏اللواتي تلطخن بقيء الرضيع وتبكيت صاحب العمل وعين الجار المختلسة ولوم الحموات وتناقص الحديد وتكسر الأظافر والخيانات الصغيرة‏

‫‏طوبى لهن وسلام في كل دار حللن‏

أبوك يا ولدي رجل.. والنساء وحدها أهلٌ لرؤية ما تُلقِي به الأرحام من مشروعات مُفتتة وحيوات مبتورة وقلوب بلا نبض.‏

وحش الكتابة الذي يباغتنا في أوقات غير مفهومة وعلينا ترويضه.

والأمهات الناجحات في حياتهن الخاصة معبئات بمشاعر ذنب ومحاطات بأغبياء ينمّون الذنوب داخلهن.‏