كان المؤرخون المسلمون الأوائل يلتزمون إلى حدٍّ كبيرٍ بالمعايير العلمية الدقيقة ومنهج البحث التاريخي وسُبله غير أنه بمُضي القرون أفلح الفقهاء في فرض رقابتهم ووجهة نظرهم بشأن أحداث الماضي وشخصياته، فأضحَى الهدف من الكتابات التاريخية والسِّيَر والتراجم هو غرس القيَم الدينية، والمبادئ الأخلاقية الرفيعة، والمثُل العليا لا تسجيل الحقائق بأكبر قدر مستطاع من الدقَّة بعد تمحيص ما تجمَّع منها لدى المؤرخ ومن هنا بدأت تتكون نظرة المسلمين الرومانسية إلى ماضيهم، وامتدت أيدي نُساخ الكتب القديمة بالحذف والطمس والتغيير، بل وبالإضافة، ووجد القراء في الصور المثالية ما يُرضي حاستهم الجمالية إرضاء لا توفِّره فوضى الواقعية. كانوا في حاجة ماسَّة إلى
لغة العرب : وأثرها في تكييف العقلية العربية > اقتباسات من كتاب لغة العرب : وأثرها في تكييف العقلية العربية
اقتباسات من كتاب لغة العرب : وأثرها في تكييف العقلية العربية
اقتباسات ومقتطفات من كتاب لغة العرب : وأثرها في تكييف العقلية العربية أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
لغة العرب : وأثرها في تكييف العقلية العربية
اقتباسات
-
مشاركة من ريم نور
-
وهناك مَنْ وضع الأحاديث ونسبها إلى النبي أو إلى أحد الصحابة أو التابعين، إما ليشتهر بأنه مُحدِّث، أو رغبةً منه في الانتصار لهذه القضية السياسية أو الفقهية أو تلك. وهناك مَن فضَّل من المغمورين المال على الشهرة فوضع الكتب ونسبها إلى الجاحظ أو الواقدي أو ابن قتيبة أو غيرهم من أئمة البيان والتاريخ؛ كي يضمن إقبال الناس على شرائها. وبالمكتبة العربية الكثير من مثل هذه الكتب مجهولة المؤلفين، مما ثبت يقينًا أنها ليست من تأليف من نُسبت إليه، والتي لا تزال المطابع عندنا رغم هذا تُخرجها للناس على أنها من تأليف الجاحظ أو ابن قتيبة أو الغزالي أو ابن عربي
مشاركة من ريم نور -
وقد كان المسلمون الأوائل إبَّان ازدهار حضارتهم ينهلون نهلًا من منابع الحضارات والثقافات غير الإسلامية، دون تحرُّج أو تحفُّظ أو حيرة أو قلق. فقد كانت الثقة بالنفس تَعمُر صدور هؤلاء وهم الفاتحون السادة. أما وقد وقع المسلمون في براثن استعمار الفرنجة وباتوا يعانون الهيمنةَ الاقتصاديةَ والسياسيةَ للغرب على أقطارهم: فقد فقدوا هذه الثقة، وصاروا يرون في كل اقتباس من نُظم الفرنجة مكيدة للإسلام وفخًّا، واقتباسًا معاديًا للدين.
مشاركة من رِماح -
كان يضفر شعر رأسه أربع ضفائر (ص 429)، ويُخضِّبه بالحنَّاء فإذا هو أحمر اللون (ص 437)، أما لحيته فكان يصفِّرها (ص 438)، وكان ينهى عن خضاب السواد (ص 441)، وأنه كانت له مُكْحِلة يكتحل بها عند النوم ثلاثًا في كل عين (ص 484)".
مشاركة من Radwa Mohammed Rady -
في مقابل هؤلاء المثقفين المتفرنجين نجد فريق المثقفين ممَّن لا يملكون ناصية لغات أجنبية: أناس قد ارتبط الماضي في أذهانهم بالبساطة والراحة والإحساس بالأمن والحياة الطبيعية السهلة، مما يخالف وطأة الحاضر وتعقُّده. وقد انغمس هؤلاء - من أجل الهروب من الحاضر الواقع - في النهل من التراث العربي، سمينه وهزيله، رفیعه وغَثِّه، يرون فيه سمت الأمن والاطمئنان، عكس الحاضر مجهول العواقب، متميِّع المعالم،
مشاركة من ريم نور -
اللغة المنظمة تساعد على تنظيم الفكر، والفكر المنظم يساعد على تنظيم اللغة، وكذلك العكس، وأن المتكلم إذا تحدَّث باللغة الإنجليزية أو الفرنسية خضع لمنطقها وطرق تفكيرها، كما يخضع لاختيار كلماتها وأساليبها وكيفية معالجة الموضوع، فيؤثر ذلك كله في تفكيره وجدله وحُجَجه.
مشاركة من Michel Hanna -
فإنه لن يكون بوسعنا إصلاح الواقع إلا متى أدركنا زيف تقديس الماضي الميِّت ومُثله، ومتى فهمنا أن تقديس الماضي لمجرد أنه ماضٍ ينطوي على جهل، وأنه أشبه بالسراب الذي لا يعكس غير أوهامنا وأحلام يقظتنا
مشاركة من Mahmoud Abo Obia -
إن ماضيَّ وتراثي وسلفي، وماضي الحضارات الأخرى وتراثها وأسلافها، لا يعنيني منها إلا الجانب الذي ثبت لديَّ أنه حَيّ. وأن بوسعه أن يُثْري حياتي وحاضري، ويزيد من قدرتي على مواجهة تحدِّيات مستقبلي
مشاركة من Mahmoud Abo Obia -
غير أن الجنس، على أي الأحوال - لم يكن الشاغل الأول لنسَّاخ كتب التراث العربي، شأنه مع توماس بودلر وأخته، وهما بصدد شكسبير. فقد كان العرب دائمًا، حتى مطلع العصر الحديث، أكثر صراحةً في الحديث عن العلاقات الجنسية من الأوروبيين
مشاركة من Mahmoud Abo Obia