الآخر: بيكمان! بيكمان! صُمَّ أذنيك يا بيكمان! إنك ترى كلّ شيء عبر نظّارة قناع الغاز ترى كلّ ما هو خفيّ يا بيكمان صُمَّ أذنيك! في الماضي مرّت علينا أوقاتٌ، يا بيكمان، كان قرّاء الصحف في كيب تاون يتنهّدون في المساء بعمق تحت مصابيحهم ذات الغطاء الأخضر، عندما يقرؤون أنّ بنتين في ألاسكا تجمّدتا في الثلوج في الماضي لم يكن الناس في هامبورغ يستطيعون النوم لأنّ طفلاً اختُطف في بوسطن في الماضي كان يحدث أن يحزن الناس في سان فرانسيسكو إذا سقط منطاد هوائي وتحطّم سائقه بالقرب من باريس بيكمان: في الماضي، في الماضي، في الماضي! متى كان ذلك؟ منذ
في العراء أمام الباب
نبذة عن الكتاب
يعود رجل إلى ألمانيا. تغيَّب الرجل طويلاً. طويلاً جدّاً. ربما أطول من اللازم. يعود وقد تغيّر تماماً عمّا كان عليه عندما رحل. ظاهريّاً يشبه بشدّة ذلك الهيكل الذي يقف في الحقول حتى يُفزع الطيور (ومساءً يُفزع الناس أيضاً أحياناً). وباطنيّاً يشبهه أيضاً. لقد انتظر ألف يومٍ في العراء وفي البرد. بعظمة ركبته كان عليه أن يدفع ثمن تذكرة الدخول. وبعد أن انتظر ألف ليلةٍ في العراء وفي البرد، يعود أخيراً إلى بيته. يعود رجل إلى ألمانيا. عندئذٍ يشاهد فيلماً رائعاً. خلال العرض يقرص نفسه عدّة مرّات كي يعرف: أيقِظٌ هو أم إنه يحلم؟ ثم يرى عن يمينه وعن يساره كثيرين يعيشون الحالة نفسها. يقول لنفسه إنها بالتأكيد حقيقة. نعم، وعندما يقف في النهاية بمعدةٍ فارغة وقدمين باردتين في الشارع، يلاحظ أنّ الفيلم مألوفٌ تماماً، مألوف تماماً. فيلم عن رجل يعود إلى ألمانيا، واحد من هؤلاء. واحد من هؤلاء الذين يعودون إلى البيت، لكنّهم في الحقيقة لا يعودون إلى البيت، لأنه لم يعد هناك بيت لهم. أصبح بيتهم في العراء، أمام الباب. ألمانيا، بلادهم، في العراء، ليلاً في المطر، في الشارع.عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 116 صفحة
- [ردمك 13] 9789933701376
- دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًااقتباسات من كتاب في العراء أمام الباب
مشاركة من هاله باقر
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
هاله باقر
من أفضل الروائع التي قرأتها وهذا من حسن حظي وبترشيح من العزيزة علياء
هناك أشخاص في هذا العالم أمام باب او عدة ابواب ولكن للأسف لا يحظون بفرصة لإجتيازه وعبوره للطرف الأخر بل يظلون هناك في العراء وحيدين يقتلهم الجوع والبرد وسير الحياة بدونهم .. فهم في العراء لا احد يلتفت لهم ولا يحظون بفرصة لإيقاد مصباحٍ ما ليدفئهم ... يا للخيبة هل يناضل المرء ليبقى على قيد الحياة ويعود من رحم حرب لا ترحم متأملاً لباب يقوده من جديد ليحيى لكن يجد نفسه في العراء
مسرحية صادقة وتمس القلب وتجرح الروح احببت كل مشهد فيه وكل حرف ترجم بإتقان لينقل أخر اعمال فولفغانغ قبل موته بفترة بسيطة وكأنه اراد أن يخلد سخطه على حياة البشر البائسة القصيرة بمسرحيته هذه
كذلك تظم المسرحية افضل مواجهة للذات الإلهية كتبت ادبياً على الإطلاق شعرت معها بكل الخواطر التي تعترينا عندما نفجع ولا نجد جواباً او مستمعاً لها نطق بها هذا الشاب قبل أن يموت كنداء استغاثة للرب العطوف لعله يسمعنا فما أسهل الإستسلام والإنجرار بالظلام عندما نفجع ....
خمس نجوم بإستحقاق كلي