اقتباسات من كتاب صراعاتنا الداخلية : نظرية بنّاءة عن العصاب

يجب مساعدة العصابي على استعادة نفسه، وإدراك مشاعره ورغباته الحقيقيّة، وتطوير مجموعته الخاصّة من القيم، وربط نفسه بالآخرين

جميع المشاعر قد قُمعت تقريبًا باستثناء مشاعر الغضب والانتصار. إنّه ميّتٌ إلى درجة أنّه يحتاج إلى هذه المحفّزات الحادّة ليشعر بالحياة

القدرة على تحمّل ألم النّضج الحتميّ، وتجعله على استعدادٍ للمخاطرة بالتّخلّي عن المواقف الّتي منحته شعورًا بالأمان، والقفز إلى مجهول المواقف الجديدة تجاه نفسه والآخرين

، وأدرك مع تقدّمه في السّنّ أنّ أحلامه لم تتحقّق

ويتجنّب المنعزلُ الالتزامات الطّويلة الأجل إن أمكن، ومن الصّعب عليه توقيع عقدٍ، أو توقيع عقد إيجارٍ لأكثر من عامٍ، والزّواج؛ فزواجُ الشّخص المنعزل يعدّ، بالطّبع، اقتراحًا محفوفة به المخاطر على أيّ حالٍ؛ لأنّه يتطلّب علاقةً حميمةً بين البشر

يرسمون حول أنفسهم نوعًا من الدّائرة السّحريّة الّتي لا يجوز لأحدٍ اختراقها. ولهذا السّبب، يظهرون وكأنّهم «يتعايشون» مع النّاس ولا «يعيشون» معهم. ويظهر طابع هذه الحاجة القهريّ جليًّا في ردّ

حاجتهم الدّاخليّة إلى وضع مسافةٍ عاطفيّةٍ بينهم وبين الآخرين. بدقّةٍ أكثر، يتمثّل تصميمهم الواعي وغير الواعي في عدم الانخراط عاطفيًّا مع الآخرين بأيّ شكلٍ من الأشكال، سواءٌ في الحبّ أم القتال أم التّعاون أم المنافسة. إنّهم

وراء الخوف من التّغيير تكمن مخاوف من التّغيير إلى الأسوأ؛ أي خسارة الصّورة المثاليّة، أو التّحوّل إلى الذّات المرفوضة، أو أن يصبح هذا الشّخص مثل أيّ شخصٍ آخر، أو أن يتركه التّحليل قشرةً فارغةً. وأيضًا يوجد الرّعب من المجهول، ومن الاضطرار إلى التّخلّي عن آليّات الأمان والرّضا المكتسب حتّى الآن، ولا سيّما تلك المتعلّقة بمطاردة الأشباح الّتي تعد بتوفير الحلّ، وأخيرًا الخوف من عدم القدرة على التّغيير