مجلة المقدسية : السنة السادسة - العدد الثاني والعشرون - ربيع 2024
تأليف
مجموعة من المؤلفين
(تأليف)
لا سلام في فلسطين دون حل قضية القدس على قاعدة إحقاق الحقوق الوطنية، وكذلك لا سلام للأديان السماوية الثلاثة وأتباعها في كل أرجاء العالم دون تحقيق هذا السلام. فالقدس كانت، ولا زالت، طوال تاريخها مفتاح الحرب وكذلك مفتاح السلام الذي غاب في التاريخ الحديث والمعاصر للمدينة بسبب الغزوة الصهيونية والادعاء بأن لليهود حقوقًا حصرية في المدينة دون غيرهم. وعلى هذا الأساس نتساءل حول المقاربة لتحقيق السلام في القدس ومنها لفلسطين والعالم، ونتناول بالتحليل بشكل موجز ومكثف المقاربة القائمة والممارسة على الأرض، ممثلة بالحل المدني الوظيفي بديلًا للحقوق السياسية والوطنية في المدينة، التي تفترض أن «السلام الإسرائيلي» ممكن من خلال الفرض وتقديم بعض الحقوق المدنية الشكلية، ونقيض تلك الأطروحة، ممثلًا بحالة الاستيطان الاستعماري لفلسطين ومنها القدس، والتي تؤكد أن السلام للقدس وفلسطين والعالم غير ممكن دون التخلص من الاستعمار الاستيطاني والاحتلال. ثم نتطرق إلى حصيلة الصراع أو ناتجه بين الأطروحة ونقيضها. ونحاجج أن المقاربة الوظيفية قاصرة عن جلب السلام للمدينة ومنها لفلسطين، لأنها مقاربة عاجزة عن حل جذر المشكلة المتمثل بـ «الاستيطان الاستعماري في المدينة» وادعاء الصهيونية ودولتها إسرائيل بأن المدينة والحقوق فيها هي حصرية لليهود فقط دون سواهم مما يخرج فلسطينيي المدينة مسلمين ومسيحيين من نطاق هذه الحقوق.