تكشف لنا التجربة عن أن قِلة من الناس قادرة على التزام الأدب، ناهيكم عن الموضوعية، في النزاع العلمي، ولطالما تركت الخصومات العلمية في نفسي انطباعا بغيضا. ولعله قد أسيئ فهم موقفي من هذه الخصومات؛ لعل الناس قد ظنوا أنني شخص بالغ اللطف والطيبة أو شخص يسهل ترهيبه، لا حاجة إلى أخذ ردّة فعله بعين الاعتبار. وهذه غلطة؛ فبمقدوري أن أغضب وأطعن كأي أحد؛ لكنني لا أمتلك مهارة التعبير عن العاطفة التي أشعر بها بعبارة صالحة للنشر، ولذلك أفضل أن أعتصم بالصمت.(
فلسفة القيل والقال : عن الكذب والنميمة والشائعة والمسائل ذات الصلة
نبذة عن الكتاب
بدأت الفلسفة -كما هو معروف- برسم حد فاصل، بإقامة تقابُل صارم، بين ما كان يُعرَف في زمن الإغريق بالدوكسا (Doxa)، والإبستيمه (episteme). الدوكسا هي الآراء والمعتقدات؛ ولكل إنسان الحق في أن يتبنَّى ما يشاء من الآراء، ولا توجد ضرورة مُلحَّة لأن تكون هذه الآراء مبنية على أساس متين؛ فهي تعتمد على وجهات النظر الخاصة والأذواق والتفضيلات الشخصية. وكما أن المرء لا يسعه أن يجادل غيره في أذواقه، فلا يسعه -من حيث المبدأ- أن يجادله بجدية في آرائه، لكنه لا ينفك يفعل على الرغم من ذلك. ولا تسعنا المجادلة بجدية في الآراء لأنها مبنية على موقف المرء الشخصي: أنا أرى ذلك، أنا أشعر بذلك، أنا أحس بذلك، أنا أعتقد ذلك؛ ولأنها تحصيل حاصل (توتولوجية) في نهاية المطاف: أنا أرى ذلك لأنني أرى ذلك ببساطة، فرأيي الشخصي هو حقي وحريتي الخاصة، بل أحد الحريات المُبجَّلة في واقع الأمر؛ حرية الرأي. وفي مقابل ذلك، الإبستيمه هي المعرفة المبنية على أساس متين، على «الشيء في ذاته»، وليس على بعض الأذواق والتفضيلات الشخصية. المعرفة ترمي إلى الحقيقة - هذا هو مبتغاها- والحقيقة كُليَّة ومُلزِمة وليست مجرد رأي. لا بد للمعرفة أن تُثبَت، أن تُبنى على حجج متينة وأدلة واقعية وموضوعية محايدة، ولا بد لكل ذلك أن يكون مبنيًّا -في نهاية المطاف- على اللوجس (على العقل والمنطق).التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 114 صفحة
- [ردمك 13] 9789778672145
- مزيج للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
689 مشاركة
اقتباسات من كتاب فلسفة القيل والقال : عن الكذب والنميمة والشائعة والمسائل ذات الصلة
مشاركة من Heba badr
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Shami Ahmed
ما قيل في الكذب و الاشاعه عند الفلاسفة و في اعمال الادباء. اعتقد ان المؤلف لم يضع مشاهدته الخاصه بعد ان جمع و حصر ما قاله الاولين.