"من الأسئلة التي توجه إلي هذه الأيام أيضاً: هل أنت من غزة؟
ولكنني لم أعد أسألهم: ما الذي يجعلك تعتقدون هذا؟ لأن غزة اتسعت اليوم بحيث لم تعد أوسع من بحرها وحسب، بل لأن العالم كله أصبح جزءاً صغيراً منها."
يضم كتاب "بخط أحمر: كتابات عربية حول السابع من أكتوبر" أفكار لـ33 كاتب وكاتبة من أغلب البلدان العربية حول ما حدث في السابع من أكتوبر وتبعاته، آراء ونظريات وتحليلات، مشاعر جياشة وتعاطف هائل وحزن كبير بوسع الكون، كل كاتب يرصد علاقته بالسابع من أكتوبر بشكل خاص، وبفلسطين بشكل أعم وأشمل، كتابات تحتوي أغلبها على مواقف عاطفية، مع لمحات عقلانية كثيرة، بعض الكتاب كان واضحاً عليهم التأثر والحزن والبعض الأخر كان غاضباً وساخطاً، ويلعن العالم كله بقوانينه المختلة التي تسمح بقتل وحبس وتضييق وحصار دون أي محاسبة من أي نوع! كيف يكون هذا العالم عادلاً؟
أغلب من يتابع ردود الأفعال حول السابع من أكتوبر يُدرك أن العالم قبله، مختلف تماماً عن العالم بعده، سقطت أصنام عديدة، كانت مليئة بالزيف والكذب والنفاق، أساطير أتضح لنا بإنها أساطير من ورق، في وقت الجد، ووقت الحساب، علمنا من نقف بجواره ويستحق، ومن خاف على مصالحه من أن يقول كلمة حق، علمنا أن الشعوب تختلف تماماً عن الحكومات، الشعوب أكثر صدقاً وشجاعة، والحكومات أفسدتها الصفقات والمصالح المشتركة، وأصبحوا يضعون أيديهم مع الشيطان نفسه حتى من أجل المصلحة! كل ذلك الزيف والكذب كنا نعيشه ولا نُدركه، ولطمة السابع من أكتوبر جعلتنا نستيقظ من غفوتنا، لنغير شكل حياتنا، لنقاطع، وليس فقط منتجات، نقاطع شخصيات، نقاطع أفكار، نقاطع كل ذل وهوان، ونركز على أشياء أهم، وطرق دعم مختلفة، الشيء الوحيد الذي أخافه، أن يعود كل شيئاً عادياً، وأن تُصبح السابع من أكتوبر مجرد نقطة نتذكرها بشجن والسلام! وألا نعتبر من دروسها المستفادة، وندرك أهميتها وما فعلته بالعالم أجمعه، وإن فلسطين ستظل مهما قمعوها، حرة أبية عصية على أي كيان.
