اقتباسات من رواية بدرية وأم حنان والجملة : سلسلة بدرية وأم حنان 1

بس أنا أمي ماكانتش بتنادي على أمنا الغولة عشان أشرب اللبن، كانت بتنادي على وفاء أختي الكبيرة، عشان تجيبلها القبقاب أبو وردة!

سالخير!

‫ حيّاها الشيء.

‫ - ياختييي!

‫ صرخت بها وركضت.

❞ ستنجو نفسها التي بين جنبيها، حينما تتعرف على أدق أسرارها، حينما يعرف الإنسان نفسه.. تلك أسمى معاني المعرفة وأنبلها، وهي الطريق الوحيد إلى الخلاص. ❝

باختصار وبمنتهى البساطة، الجملة هي اللي صحت جواكي، كل حاجة دفنتيها من طفولتك، مشاكلك وعقدك اللي كانت بتطفو على السطح من وقت للتاني، فكنتي بتكتفيها وتكمميها وترميها في أوضة ضلمة جوة عقلك وتقفلي عليها.

ده أنا أهون عليَّا أحرقه هو شخصيًّا ولا إني أحرق الكتاب.. الكتاب اللي طلع عنينا عشانه، وبسببه اتخليت عن كل حاجة.

❞ آي.. اللعين!

⁠‫بهدوء.. بهدوء.. عليها أن تمشي مثل بسيونة بائعة الخضر، وإن لم يكن لديها الآن ترف التمايل بخصرها ذات اليمين وذات الشمال، هذا لو كان خصر بسيونة ذا استدارة كاملة رجراجة!

⁠‫تجلس بجوار الهاتف، تمسك الدليل الأصفر المزَيَّت، ربما لم يتبق ❝

❞ ياختي ليه مابِتْنَزّلِيش شبشبك المحروس ده على راس جوزك بالمرة كل أما يمد إيده عليكي؟!

⁠‫مصمصت أم حنان شفتيها، وأخذت تلعن الذي زوّجها، والمأذون الذي عقد العقد، والمعازيم الذين حضروا الفرح، والعربة التي لم تنقلب بهما وهي توصلهما إلى منزلهما. ❝

أكتر حاجة بتفتِنّي هي الحاجة اللي بنخبيها عن نفسنا.. هل إحنا عندنا القدرة على مواجهة الصوت الكامن جوانا؟ طب إيه أكتر حاجة بتخوفنا؟ إحنا عاوزين إيه؟ إيه اللي بنخجل منه؟ إيه اللي بنشتهيه على الرغم من حرمانيته؟

❞ تطلعت إلى شاربه المهيب الذي يدفئه في الشتاء، ويهوّي على فمه في الصيف.. إلى ذراعيه الضخمتين العضليتين بحكم عمله في الحدادة.. إلى كرشه الفخور المستديرة.. إلى بشرته السمراء اللامعة، إلى عينيه اللتين بهما حَوَل تراه جذابًا.. لكَم هي محظوظة! ❝

‫ - اشربي يا آنسة.. مش آنسة برضو؟

‫ «آنسة.. مسم!».

‫ فكرت أم حنان في أن أحدًا لم يتهمها «بالأَنَسة»، حتى من قبل أن تتزوج!

كل بني آدم لازم يضحي في سبيل الحاجة اللي مؤمن بيها!

الجملة هي اللي صحت جواكي، كل حاجة دفنتيها من طفولتك، مشاكلك وعقدك اللي كانت بتطفو على السطح من وقت للتاني، فكنتي بتكتفيها وتكمميها وترميها في أوضة ضلمة جوة عقلك وتقفلي عليها.

الأموات عندما ينادون الأحياء، ويسمعهم الأحياء، معنى هذا أنه قد حان أجل من سمع النداء.

تبادلت المرأتان النظر، ثم عادتا تنظران للشيخ من جديد، لكن الرجل لم يتزحزح.. إما أنه أصيب بالشلل أو بسكتة دماغية أودت بحياته على الفور.

دي السوارس يا سي حمدي.. الشيخ صمغ ناداني ولازم ألبي..

كلما ضاقت بها السبل تغمض عينيها، كلما خافت تغمض عينيها، كلما غضب منها حمدي تغمض عينيها، وتتمنى داخلها لو تغيرت الأمور للأحسن عندما تفتحهما.. كأن المشاكل لا تحب أن يطّلع عليها أحد..

❞إحنا مشّكرين يا عسل!

‫ربنا يوقفلك ولاد الحلال!❝

تشعر أن هناك من ينام وراءها؛ إنه يتنفس ويتقلب ويزوم ويهرش، له ثقل وحضور ورائحة.. رائحة عطنة مبللة! لا تعرف كيف تكون الروائح مبللة، لكن هذا ما تشمه الآن!

أنها لم تتوهم.. تلك الخشونة والقسوة والكراهية، لا يمكن لوهم أن يصنع هذا!

جديد..كلما ضاقت بها السبل تغمض عينيها، كلما خافت تغمض عينيها، كلما غضب منها حمدي تغمض عينيها، وتتمنى داخلها لو تغيرت الأمور للأحسن عندما تفتحهما.. كأن المشاكل لا تحب أن يطّلع عليها أحد.. كأن المشاكل لسان حالها يقول «عيب، ماحدش يبص!».