تعلمون المثل الشعبي الذي يقول "ماتحطش الكبريت جمب النار" حسنًا، فكرة الرواية تدور حول هذا المثل، فبطل الرواية عبد القادر رجل يثق بأصدقائه تمام الثقة ويدير ظهره لهم دون تفكير، خصوصا كرم صديق عمره، الشخص الذي وقف إلى جانبه بعد زلزال ١٩٩٢ والذي رحل ضحيته 368 مواطنا بجميع المحافظات من بينهم والدة عبد القادر وابنته الصغيرة، وانهار بيته وخسر عمله وسكينة فؤاده إلى الأبد.
ويبدو أن تلك الفاجعة لم تكن كفاية لتأتي اللطمة الأخيرة على أيدي أصدقائه بمحاولتهم تدنيس شرفه وتجريده من كرامته وكبريائه، والنتيجة جرائم قتل لا تدرك فيها من القاتل رغم اعترافه بجرمه في أول صفحة في الرواية!
"فتشابها وتشاكل الأمر" رواية بديعة سريعة الأحداث كتبت بلغة عربية قوية ومكثفة فيها خليط متكامل من المواقف الحياتية بحلوها ومرها مع نفحة من الغموض التي أضفت على التشويق تشويقا.