اقتباسات من رواية خط العمر

‫ وضعت حقيبة الكتب تحت قدمي، وأخذت ألف وأدور حول نفسي كما هو معتاد في مثل هذه المواقف، ثم رأيت طاقم الخدمة يتحرك. وقف النُّدُل. كانوا ثلاثة. تقدم واحد منهم وقال لي: ‫ - خيرًا؟ ‫ قلت له بصوت منكسر:

‫ سأسلم شحنة كتب لصديقي رءوف العصمي في منطقة التجمع الخامس، حيث تلبس الفتيات كالممثلات، ويتدفقن إلى شارع التسعين.هناك حالة من السرور تلف الجميع، وتؤكد أن المجتمع الغني بنى نفسه على الأنثى. آخر مرة كنت هناك كدت أفقد وعيي، من

‫ قلت في نفسي: «لا يوجد سوى البكاء، فلا امرأة لي». وفكرت في الزواج من صاحبة قديمة اسمها مليكة، امرأة أو فتاة، لا أعرف. قال الناس عنها مطلقة، وقالت إنها لم تتزوج من قبل. قال الناس إنها في الثامنة والثلاثين،

‫ في أي بؤرة اجتماعية نشأ هذا التكوين؟ هكذا يسأل الفقراء أنفسهم متعجبين، وهم يرون من يعملون لخدمتهم، لكنني لا أُحسّ بكل تلك المشاعر أبدًا، فأنا أعلم في النهاية، أن الحياة طقسٌ ناقصٌ وزائل، وأتفه من التفكير فيه بهذه الطريقة

‫ سأعود إلى الحقيقتين.. أمامي اليوم مهمتان، الأولى مكالمة مليكة لعرض ترتيبات الزواج عليها، بعدما تهربت منها لسنة، والثانية لقاء رءوف الذي سيصل بعد ساعات،

‫ قلت لنفسي إنني بحاجة إلى الزواج؛ فقد بلغت السابعة والثلاثين دون امرأة، وجسدي تشقَّق من الحرمان، ولم يعد يمكنني المقاومة. صرت أصحو من نومي على جسد ينبض، النبض يتركز في النصف الأسفل، نبضٌ مقلق جدًّا ومرعب، يبدأ من الركبة

‫ أعمل في الفرع الرئيسي للمكتبة، الذي يبعد عن بيتي حوالي خمسين كيلومترًا، أقطعها كل يوم بين وسائل المواصلات وأنا صامت. أسترجع الذكريات وأتجرعها وأنقيها من الشوائب، وليس هناك من شيء آخر. أحيانًا أستعين بسماعات الرأس والأغاني؛ لأوقف ذلك السيل

‫ أثار زيزو انتباهي، وكنت أراه للمرة السابعة أو الثامنة في حياتي، التي شهدت تنقلات لا حصر لها في مواصلات القاهرة، فلديه قدرة كبيرة على تأليف مسار درامي لعرضه الساحر..

في الحافلة شهدت المشاجرات المعتادة، التي عادة ما يتورط فيها الصعايدة، الذين رماهم القدر إلى القاهرة، ورأيت فقرات الباعة الجائلين، الذين يلقون بضاعتهم ويؤلفون تمثيليات إذاعية، أثناء وقوفهم على مسرحهم الخاص، منهم رجل حقق شهرة واسعة يدعى «زيزو»، استقى شهرته

هناك أيضًا فقراء يفدون كل يوم إلى منطقة التجمع الخامس القاهرية؛ لكسب أرزاقهم. تلك الثنائية من الغِني والفقر تثير عجبي. نصف سكان التجمع الخامس من الأغنياء، والنصف الآخر، العمال والبناءون، من الفقراء. المشهد سيؤدي في النهاية إلى الجريمة، الجريمة الضاحكة

‫ في أي بؤرة اجتماعية نشأ هذا التكوين؟ هكذا يسأل الفقراء أنفسهم متعجبين، وهم يرون من يعملون لخدمتهم، لكنني لا أُحسّ بكل تلك المشاعر أبدًا، فأنا أعلم في النهاية، أن الحياة طقسٌ ناقصٌ وزائل، وأتفه من التفكير فيه بهذه الطريقة.

‫ نور الشمس في الصحارَى مبهج للروح، يوقدها من الداخل، ينشر فيها السلام، أما ضوء المصابيح الذي ينتشر في الأرض المعمورة فله أثرٌ محزن.. يطفئ الروح ويجعلها ملولًا منتكسة كئيبة، ويقف بين الاثنين وهج النار.

‫ الاكتمال هو أسوأ عرَض يصيب الروح أو الجسد.. لا بد من نقص أو فراغ يمد الإنسان يديه فيه، ويستخدم ما فيه من خواء للحياة.

‫ العالم مثل ثقب يتسع، ما إن يلجه المرء حتى تبتلعه الطرق، لكن إن لم يلج فلا ضرر ولا ضرار.. سيبقى مثل رجل مر على قوم، فألقى عليهم السلام، فردوا له التحية..

‫الروح ‫ أتحوّل إلى عين كبيرة. ثم أفهم أن فكرة البصر مزيفة. فالعين مجرد أداة ضعيفة، والروح أقوى. الروح هي المنبع الحقيقي للبصيرة ‫ لا أعرف إن كان تحولي لعين عَرَضًا من أعراض انتقال الروح إلى مرحلة انتقالية أم ماذا؟

العذاب الأكبر الذي يعانيه أصحاب الأرواح القوية، ينبع من سعيهم الدائم للسيطرة على نزوع أرواحهم نحو التحليق، ومحاولاتهم للتأقلم مع الحياة الأرضية. الشهوات أيضًا تعذبهم، يفهمونها بشكل خاطئ، يُلبسونها ثوبًا آخر مليئًا بالانطلاق والطيران والألوان والبراءة، مع أن الشهوات في

العين مجرد أداة ضعيفة، والروح أقوى.. الروح هي المنبع الحقيقي للبصيرة.

الحزن الصافي أفضل من الفرح المتشكك

يمكن للسانك أن ينجيك من كل موقف مهما كان صعبًا، لكن العبرة بالخبرة.

عععهعععع