العنوان: نساء المحمودية
"التاريخ السري لخورشيد في 200 عام"
الكاتب: Monir Otaiba
الصفحات: 317
اصدار: بيت الحكمة - Bayt Alhekma
تقييم: ⭐⭐⭐⭐
"نساء المحمودية: التاريخ السري لخورشيد في 200 عام" للكاتب منير عتيبة هي رواية تمزج بين السرد التاريخي والخيال الأدبي لتقديم صورة متعددة الأبعاد عن حياة النساء في حي المحمودية بالإسكندرية على مدار قرنين من الزمن، من خلال أسلوبه الفريد، يستعين الكاتب بتقنية الحكي المتداخل حيث يمزج بين قصص الشخصيات وبين الأحداث التاريخية التي أثرت على مصائرهم، الرواية تتميز ببنية سردية معقدة، حيث يتنقل السرد بين أزمنة مختلفة ويستعرض تطور الأحداث من خلال وجهات نظر متعددة، النساء في الرواية يمثلن أصواتًا تعكس صدى تاريخ مضطرب ومتغير، ويقدم الكاتب من خلالهن رؤى متنوعة عن القضايا الاجتماعية والسياسية التي تأثرت بتغيرات الزمن، أسلوب السرد يعتمد على تداخل الحكايات والأزمنة، مما يخلق شبكة معقدة من العلاقات الإنسانية التي تتداخل فيها العواطف مع الوقائع التاريخية، النساء في رواية "نساء المحمودية" هن القلب النابض للرواية، "رضوي، سنية، عائدة، صباح" يتم تصويرهن بشخصيات متباينة ومتعددة الأبعاد، من القوة إلى الضعف، ومن العزيمة إلى الانكسار.ك، عبر هذه الشخصيات، يعالج الكاتب قضايا المرأة في المجتمع المصري والعربي عمومًا، حيث يظهر كيف تتداخل مصائرهن مع الأحداث الكبرى، وكيف يُنظر إليهن كعنصر حاسم في تشكيل هوية المجتمع، الكاتب يجيد استحضار التفاصيل التاريخية بدقة، حيث يرسم صورة حي المحمودية كجزء من المشهد الأوسع للتاريخ المصري، من خلال هذا الحي، يستعرض تحولات كبيرة مرت بها مصر عبر الزمن، مثل حرب اليمن في عهد عبد الناصر، وما دار فيها، من خسائر، والتى كان لها كبير الآثر على أكبر هزيمة فى التاريخ 1967، وذكر أيضًا السادات الذى تولى الحكم بعده ما ذهب به إلى أعماق الشخصية حيث فى عهد الاستعمار، وقبل أن يقوم الضباط بما قامو به فى 1952، أنه كان أحد المجاهدين ضد الاستعمار الأنجليزى، وذكر أيضًا الاحتلال البريطاني، وحروب الاستقلال، والصراعات الاجتماعية، كلها تؤثر على مسار السرد وتضيف عمقًا لرواية الأحداث، ما يميز الرواية هو الدمج بين الواقع والخيال، حيث يستحضر الكاتب أحداثًا وشخصيات حقيقية، لكنه يضيف لها أبعادًا خيالية تضفي على الرواية طابعًا مميزًا يجمع بين الأدب التاريخي والخيال الأدبي، اللغة في الرواية تمتاز بجمالياتها التعبيرية وقدرتها على نقل الأحاسيس والمشاعر بعمق، الأسلوب للكاتب يتميز بالانسيابية والقدرة على التلاعب بالزمن والتفاصيل بطريقة تجذب القارئ وتجعله يتعمق في عالم الرواية، هناك أيضًا بعد شعري في النص، حيث يستخدم الكاتب استعارات وتشبيهات غنية تعكس البنية الثقافية والاجتماعية للشخصيات، تعالج الرواية مجموعة واسعة من الموضوعات، منها:
-دور المرأة في المجتمع: عبر شخصيات النساء، تستكشف الرواية كيفية تعاملهن مع القيود الاجتماعية والبحث عن حريتهن في عالم يسيطر عليه الرجال.
-السلطة والفساد: السلطة المطلقة التي تتحكم في مصائر الناس، ولكن أيضًا الفساد الذي يتغلغل في النسيج الاجتماعي.
-الصراع بين التقليد والحداثة: يتجلى هذا الصراع في كيفية تعامل الشخصيات مع التغيرات الثقافية والسياسية التي تحدث حولها.
نساء المحمودية ليست مجرد رواية تاريخية، بل هي دراسة معمقة للعلاقات الإنسانية وتحليل للمجتمع من خلال منظور النساء اللواتي يعشن في ظل ظروف متغيرة، الرواية تترك القارئ مع الكثير من التساؤلات حول دور التاريخ في تشكيل الحاضر والمستقبل، وكيف يمكن للأفراد أن يواجهوا قوى أكبر منهم.
تعتبر "نساء المحمودية: التاريخ السري لخورشيد في 200 عام" عملاً أدبيًا ثريًا يتطلب من القارئ التعمق والتفكير في التفاصيل التي يقدمها الكاتب، هي رواية تجسد ببراعة التوترات بين الأفراد والتاريخ، بين الخيال والواقع، وبين السلطة والضعف، الكاتب منير عتيبة يثبت في هذه الرواية قدرته الفائقة على دمج التاريخ بالخيال، مقدّمًا نصًا أدبيًا يترك أثرًا طويل الأمد في ذاكرة القراء.
#مراجعات_أسماء
#ترشيحات_أسماء
#فنجان_قهوة_وكتاب