رقم سبع واربعون واربعون/ 2024
مواسم القرابين
صالح ديما
تطبيق ابجد
تبنى المدن بسنين عديدة لكنها تدمر بساعات
لاأحد يغادر وطنه
إلَّا إذا صار الوطن فكّ قرش قاتل
تركض إلى الحدود، فقط
حين ترى المدينة بأكملها تفعل ذلك
حين يركض جيرانك أسرع منك
وأنفاسهم تدمي حلوقهم
لا أحد يرحل عن وطنه
إلَّا إذا طلب منك الوطن
أن تترك ملابسك وراءك
أن تزحف عبر الصحراء
❞ ورسن شيرى warsan shire
شاعرة صوماليَّة"
هذه روايةٌ نشهد فصولها كلّ يومٍ، قصَّةٌ نحن جزء من تفاصيلها، سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه. قصَّة أولئك الذين لفظتهم الأوطان، فاحترفوا الإقامة في الترحال. من الصومال تنطلق رحلة صالح ديما الكاتب الصومالي كاول رواية له تنطلق في نصٍّ يتجاوز كلّ الاستعارات التقليديَّة عن الهجرة واللجوء (استعارة الحقيبة والسياج وجواز السفر...) لأنَّ ما يهاجر هنا ليس مجرَّد نازح، بل هو وطنٌ بأكمله، هويَّةٌ ما انفكَّت تتجسَّد في الترحال. إنَّها رواية الوطن - الجسد، وقد تمزَّقت أوصاله. من كيسمايو إلى نيروبي فجِدَّة، يرسم صالح ديما في روايته صورة اللاجئ الأبديَّة، حيث تختلف الأزمنة والأمكنة، ويظلُّ اللاجئُ هو اللاجئ: جذورٌ في الهواء، يحمل حيثما وطئت قدمُه أشباحَه ويقدِّم قرابينَه، إذ لا يكفي اللاجئ أن يوطِّن نفسَه في مكان ما، لينجو ممَّا علق بجسده من روائح وطعوم وأحاسيس وأصوات...إنَّها معزوفة الأسى والسعي الأبديّ نحو ما لا يُدرك، ولكنَّها أيضًا كرنفالٌ من المتعة، لأنَّ للّاجئين أيضًا الحقّ في الحبِّ والصداقة واللعب والرقص والاحتفال.
حازت رواية مواسم القرابين جائزة أسماء صدِّيق للرواية الأولى في دورتها الثانية عام 2024. وتتكون من 384 صفحة اصدار دار الادب 2024.
مصطلحات
• الشخصية الرئيسية : مرقان وهو صاحب الرواية او الشخصية الاساسية فيها فكل من ذكر من الاشخاص رغم اهميتهم الا انهم شكلوا نسيج المجتمع الصومالي حيث اجتمع المال مع مارسيل اخ مرقان واجتمعت الذكريات والالم مع مرقان ومحاولات جعل الوطن دون فوارق ، والاب والام لتثبيت العائلة والصديق محمادي الذي ذهب و-----
• الصومال (بالصومالية: Somalia)، أو (رسمياً: جمهورية الصومال الفيدرالية) (بالصومالية: Jamhuuriyadda Federaalka Soomaaliya) وكانت تعرف فيما قبل باسم جمهورية الصومال الديمقراطية، هي دولة عربية تقع في منطقة القرن الأفريقي في شرق أفريقيا
• الحرب : وفق موقع ويكا تعرف الحرب انها ظاهرة العنف الجماعي المنظم التي تؤثر إما على العلاقات بين مجتمعين أو أكثر أو تؤثر على علاقات القوة داخل المجتمع. وتخضع الحرب لقانون النزاع المسلح، الذي يدعى أيضًا “القانون الدولي الإنساني”. يرتبط مفهوم القانون الدولي الإنسًاني ارتباطًا وثيقًا بأقدم تاريخ عرفته البشرية.
• لاجئ : وفقًا لاتفاقية 1951 بشأن اللاجئين، يُعَرَّف اللاجئ على أنه كل شخص ”يوجد خارج دولة جنسيته بسبب تخوف مبرر من التعرض للاضطهاد لأسباب ترجع إلى عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه لعضوية فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية، وأصبح بسبب ذلك التخوف يفتقر إلى القدرة على أن يستظل بحماية دولته أو لم تعد لديه الرغبة في ذلك.
• الوطن : المكان الذي يولد ويقيم فيه الإنسان مع جماعة من الناس يربطه بهم التاريخ والحدود الجغرافية والمصالح المشتركة والشعور بالانتماء إلى المكان أمر فطري؛ ولكن لا يدعم هذا الانتماء ويعززه إلا الشعور بأن هذا الكيان يحمي الإنسان. ويسهل عليه أمور حياته. ويكفل له حقوقه في مقابل تحقيق ما يلزه من الحقوق والواجبات.
• يقول غسان كنفاني في سؤال وجهه الى صفية برواية عائد الى حيفا : ما هو الوطن يا صفية ؟ فعلا ما هو الوطن هل هو ما نعيشه ام ماذا كيف من الممكن ان نعرف الوطن او قد نتكلم عنه لقد اجاب غسان وقال : الوطن هو ان لا يحدث كل هذا الا يعرف غسان انه حدث اكثر من ذلك وكل ذلك .
• الحروب تصنع كل هذا واكثر. هي ملحمة متعبة مليئة بالكوابيس والمآسي الفظيعة، على مستوى الأفراد والعائلات، بسبب الحرب الأهلية التي عانت منها الصومال طويلاً، ويمتاز الكاتب بذاكرة قوية ، فهو جمع بين السيرة الذاتية الشخصية والعائلية وبين الرواية التاريخية بأسلوب إنساني مؤثر.
• سؤال : وكيف يلفظك وطن ويتلقاك آخر، كيف يعاني الإنسان مشقة مغادرة الوطن قسراً، ويبدأ حياته من جديد في بلد آخر، وكيف يعيش اللاجئون حياتهم وعيونهم متجهة نحو أوطانهم حتى أثناء لحظات الحب والصداقة، واللعب، والرقص، والاحتفال في مواسم القرابين». وتابعت أسماء المطوع مبينة أن الرواية تعبر عن آلام المغتربين، وهي درس معتبر في أهمية الحفاظ على الأوطان.
• التيه والوطن عبر اربع متاهات اخذنا صالح في الحديث عن الرواية من خلال الحديث عن الخروج وما قبل الخروج حيث تنوعت المراحل بين مخيم اللجوء ثم كينا والعاصمة نيروبي وجدة و ممباسا راها والحب
• تحدث صالح عن كل مرحلة بعمق كبير ووجع كبير ساردا كل مرحلة بتفاصيلها الدقيقة وشوارعها وبيوتها وطبيعة الحياة فيها .
1. كيسمايو وهي احد المدن الصومالية مدينة ساحلية بجانب نهر جوبا حيث الطفولة والعائلة والحياة الجميلة وفق اب سافر لاجل العائلة وجمع المال وام تعمل بالصحافة المكتوبة ، هنا شرح واقع المدن والفواصل الاجتماعية بين الغني والفقير والمسؤول والعامل ، وظهر ذلك من خلال الفتاة الصغيرة التي اغتصبها ابن القاضي .
2. تحدث عن جده بعمق ودور القبائل في فك الخلافات والاحكام حيث العشيرة هي الاساس ، لكنه ابرز التكوين الطبقي بين افراد الشعب من خلال الحديث عن الانتماء القبلي ( المراة التي تم تطليقها ) حيث تحدث جده انها غيرت ثوبها من خلال الامثال الصومالية . وجدته (وصلنا بيت جدِّي هنا وُلدت أمِّي وترعرعت، وعاشت طفولتها وصباها كبرت على احترام العادات وصيانة التقاليد ورثت عن أبيها روحًا متوثبةً توَّاقة للحياة وفي تلك المساحة الواسعة التي تمرح فيها الروح تعلَّمت أمِّي❞ الحرِّيَّة، وتعلَّق قلبها بها. وحين فارقت بيتها إلى منزل جديد حملت معها ميراثًا قويمًا، لا ينتصر عليه زمن أو يهلكه، ومنها سرى إلينا. )
3. مخيم اللجوء : ان صديق الطفولة محمادي الذي ذهب بصاروخ سبب له وجع كبير ( "كان عليَّ ألَّا أفتحَ الباب أبدًا، وألَّا أسمح له بالمغادرة. تلومني والدته وتسألني: من فتح الباب؟ هل الذين فتحوا البابَ لثورة البلاد مسؤولون عن الذين قَضَوا نحبَهم ؟ لقد وصف صالح ديما مشاهد الخروج من البيت ووداعه ووداع المدينة والسير بالطرقات والمعاناة مع الحشرات والجوع والعطش والمشاهد المؤلمة والقتل والدمار اما حياة المخيم فهي حياة صعبة ، لن نتحدث هنا عن نفسية اللاجئ المدمرة ومحاولاته تدبير امور حياته ودفع المال لتجار الحروب ، كان الظروف كلها تتوجه للقضاء على اللاجئ الذي يصبح عالة على نفسه والمجتمع المحيط ومكان اللجوء الذي لا يقدم ادنى مقومات الحياة لكل فقير لم يتمكن من النجاة والخلاص عبر المال .
4. نيروبي : عاصمة كينيا او حسب تسمية الكاتب التيه الاول حيث المدينة الكبيرة ومحاولات الصمود من اللاجئ والتأقلم وتدبير امور الحياة والمشاكل الاجتماعية ، ومحاولات التاقلم والهروب من الشرطة الذين يبحوث عن المال ، ادفع لتعيش لتخرج ادفع او مت فلا احد يهتم لامرك والتوجه الى العمل حيث برزت الفوارق بين الاخوة فالاخ الاكبرمارسيل فهم اللعبة واندمج بها ورفض الخروج
5. جدة وهي العمر والعمل وهي الحياة والصدمة لاكثر من عشرين عاما حيث الفوارق الاجتماعية ومحاولات التاقلم او ايجاد وطن بديل للوطن الام ، حيث وصف الشوارع و البيوت والاصدقاء وطبيعة الحياة . اضافة الى التدين لدرجة التشدد والتكفير ، لكنه تحدث عن الواقع بصعوبة فالمدن ترفض الدخلاء ولا تحبهم فبعد عشرين عاما لفظته المدينة وتركها مهاجرا لدرجة ترك ملابسه التي كان من الممكن ان تربطها به
6. واخيرا ممباسا راها وهي ثاني اكبر المدن في كينا حيث المال ومرسل اخ مرقان ومحاولات اللاجئ خلق هوية جديدة وبناء افق جديد حيث تمكن مرسل من الدخول وبقوة وترشيح نفسه لانتخابات البرلمان كمواطن كيني يحب بلده الجديد فلم تعد الصومال تعنيه بشيئ الا ذكريات الولادة والعائلة .
7. واخيرا هل كنت اقرء عن النكبة التاريخ يتكرر في كل شيئ فكافة المراحل التي ذكرها مرقان يعيشها اهل غزة منذ السابع لماذا الحروب نحن لم نصحى من الصدمة بعد لقد دمرتنا الحرب لدرجة ان المقولة التي يلفظها اهل غزة الان " من مات هو الذي نجى من الاهوال ومن عاش عليه مواجهة حروب كثيرة وصعبة , حروب من كل الجوانب .