اقتباسات من كتاب الحب والإدمان: نظرة في العلاقات العاطفية الاعتمادية لاستكشاف ماهية الحب والإدمان

السجائر التي تُدخَّن بإفراط معتاد، فإن الشيء المنشود في البداية من أجل المتعة يُتشبَّث به بعد أن يتوقف عن توفير المتعة. الآن يُتمسَّك به بإحكام أكثر لأسباب سلبية وليست إيجابية. يجب أن يكون الحبيب موجودًا من أجل تلبية حاجة عميقة ومؤلمة، وإلا فإن المدمن يبدأ في الشعور بألم الانسحاب.

ما يظهر في حب الإدمان ليس شدة العاطفة، بل ضحالتها. لا يوجد خطر عاطفي في هذا النوع من العلاقة، أو على الأقل يحاول المدمن القضاء على هذا الخطر قدر الإمكان. ولأنه شديد الضعف، فإن ما يسعى إليه المدمن بمثالية هو الحصانة الكاملة

«الشخصية التسويقية مستعدة للعطاء، ولكن فقط في مقابل التلقي؛ فبالنسبة إليه العطاء من دون أن يأخذ شيئًا في المقابل هو كأنه يُخدَع».

يقول فروم إن «الحب الناضج هو اتحاد بشرط الحفاظ على تكامل الفرد، وفرديته». إنه يتطلب «حالة من الشدة، واليقظة، والحيوية المعززة، والتي يمكن أن تكون فقط نتيجة لتوجه منتج وفعال في عديد من مجالات الحياة الأخرى

هذا هو التشابه الأساسي لإدمان المخدرات، حيث يشعر الشخص أنه يعيش فقط عندما يكون تحت تأثير المخدر. المقولة النهائية للرغبة في أن يستهلكها الحب موجودة في المقطع الأخير المقتبس من جراهام، حيث أرادت الزحف إلى عقل سكوت، وفقدان وعيها في وعيه، وتشكيل كيان بشري واحد من بين كائنين غير مكتملين.

أصبحت الحياة قذيفة مجوفة في كل مكان من حوله، تهدر وتضرب مثل صوت البحر، ضجيج شارك فيه خارجيًّا، وداخل هذه القوقعة المجوفة كان كل الظلام والخواء المخيف للموت، كان يعلم أنه سيضطر إلى إيجاد تعزيزات، وإلا فإنه سينهار إلى الداخل على الفراغ المظلم العظيم الذي يدور وسط روحه

تشابهًا أساسيًّا بين إدمان المواد الأفيونية والحب. في كلتا الحالتين، يسعى الشخص مرارًا وتكرارًا إلى نوع من التحفيز يكون ممتعًا للغاية. ولكن مع مرور الوقت، يجد أنه يحتاج إليه أكثر حتى مع استمتاعه به بدرجة أقل.

وهكذا اندمجت ذاتان ناقصتا النمو في ما أطلق عليه د. هـ. لورانس اسم أنانية مزدوجة: اتحاد شخصين معًا، ليس بسبب الحب أو الفهم المتزايد بعضهما لبعض، ولكن بسبب التشابك المفرط والحرمان الذاتي المتبادل.

الشركاء في علاقة إدمانية يكونون مدفوعين باحتياجاتهم الخاصة للأمان أكثر من تقديرهم للصفات الشخصية بعضهم لبعض

لا يمكن للرجل أو للمرأة تحقيق الحب إلا عندما يدركا نفسيهما إلى الحد الذي يمكِّن أيًّا منهما من الوقوف كشخص كامل وآمن. يقول فروم إن «الحب الناضج هو اتحاد بشرط الحفاظ على تكامل الفرد، وفرديته».

من خلال تكامل وجود شخصين يجتمعان للمشاركة، ليس من خلال الاعتماد السلبي ولكن بدافع اليقين والقوة.

أي حل حقيقي سيكون بالضرورة حلًّا معقدًا مثل هذا الحل سوف يستلزم بالتأكيد تطوير القدرات الداخلية -المصالح، والمتعة، والكفاءات- لمواجهة الرغبة في الهروب ومحو الذات إنه يعني الرغبة في شيء ما، وامتلاكه، لتقديمه لشخص آخر لأن الحب أصبح ممكنًا من

إدمان العلاقات الشخصية -إدمان الحب- هو أكثر أشكال الإدمان شيوعًا، ولكن أقلها شهرة. إن تسليط الضوء عليه يساعدنا على كسر الصورة النمطية عن «مدمن المخدرات» والتوصل إلى فهم أفضل للطريقة التي يؤثر بها الإدمان علينا جميعًا.