اقتباسات من رواية لعبة النوافذ

مهما حاولنا تغيير حياتنا، انسحبنا، استمررنا، قاتلنا لأجل وحدة وعزلة، لن نستطيع أن نمحو ذواتنا. كل منا له بصمة تخصه

الفضول يقتل حين لا يجد من يهدئ ناره

وبرغم أن بهجت تعلَّم كيف يصيد معلوماته، كيف يترك فرصة لكل غريب قد يحدث، إلا أنه تعلم أيضًا أن لا حقيقة ولا مطلق، ولا معرفة أكيدة ولا نهاية للدهشة مهما أخذتنا القوة وقلنا إننا لم نعد نندهش!

معها اعتقد بهجت أنه يتكلم في كل مرة أكثر مما تكلم في كل سنوات عمره قبل معرفتها، وفي كل مرة تلتقيه فيها تظن أنها باحت بما لم تبح به في عمرها كله.

كان بداخلي دومًا فراغٌ لا يمتلئ، كأنني بحر لا ينضب ماؤه، أو أن بداخلي هوة تبتلع كل شيء ولا تشبع، جنية تسكنني مغرمة بالمكاسب وبما أحقق، وكلما فعلت شيئًا تريد زيادة

لماذا تسمم طفلي؟ من زرع السم بداخلي؟ ولماذا كلما حاولت راح مني مسممًا؟ ما كل هذا السم المزروع بداخلي؟! سنوات قبل أن أدرك أنه سم جهاد، وأنني لن أعيش طالما أنه يزرع السم بداخلي وينتظر النتيجة.

ثمة شيء يتحرك هنا بقوة، على الجدران، على الأجساد نفسها، في الشارع، وعلى أسطح البيوت، خيوط غير مرئية ينسجها عنكبوت كبير، لكنه غير مرئي، شبح، تتفرع الخيوط منه، عنده المبدأ وفي يده المنتهى.

لم تفهم أنها ستحمل معه تاريخًا من المرارة والاضطهاد من الألم الذي مصدره هو، وأنها أيضا ستحمل جبلًا من الخيبة، وتمشي طريقها وحيدة تمامًا.

الزمن لا يعود، وحدها الذكريات هي التي تركب قطارًا دائم الذهاب إلى الماضي لتلقي بنا هناك بعض وقت نرجع بعده بلا رغبة حقيقية في العودة!

في تلك الحارة، كنت طيفًا، أحب أن أسكن خلف الستار حتى في عالمي الواسع الذي لا تعرف عنه الحارة شيئًا،

عرفت غصة الحلق، وذلك القيد الذي يمسك بمبدأ المعدة فلا تعرف الفكاك، خبرت تلك اليد الخفية التي اخترقت جسدي واعتصرت قلبي بأصابع قوية، شعرت بها من أول اللمس، حتى الإمساك، ثم العصر، فكان قلبي يتضاءل ويتضاءل، وينقبض حتى يصبح

كل دوائره التي تشكِّل أفكاره باتت خانقةً لها قبل أن تخنقه هو، الحلقات التي يعيش في وسطها دخلتها مرغمةً فشعرت بأنها على وشك الموت، كل إحباطاته نار تحرقها دونه، لكنها لم تفكر يومًا بالفرار، لم ترغب بالهرب، إنما هربت منه

إنه من يعيش بين حفريات وأطر لا يخرج عنها، إنه يستقي ثقافته من صفحات الكتب عازلًا نفسه عن الناس، الشارع ثقافة ووجوه البشر تعطي ما لا تحمله الكتب

ثمة حلم لم يتحقق يحوم حوله، لكنه يواريه، إلا أن شبحه يلقي بظله عليه فلا تعرف إن كان كئيبًا بالفطرة أم أن شيئًا ما يصيبه بتلك الكآبة، ويلقي بذلك الظل الذي يصاحبه دائمًا.

تحفظ كل أغنيات الست، جذبت الكلمات انتباهي، أحب الكلمات وأعدو خلفها،

السباب ليس فعلًا قبيحًا في هذا الزمن، إنه رد فعل مباشر وضعيف في ذات الوقت لكل ما يحدث من حولنا، ومما نعانيه. هكذا كانت تردد دائمًا.

لم تكن فكرته عن التقاعد في ألا يرثه أهله، لقد أصابه الملل، التعب، شعر بأن قدرته على العمل قد قلت، فقد شغفه به، كان عليه أن يكف، وقد فعل.

ومن صفحتي الوهمية وجدت بعض من أعرفهم حقيقة يتكلمون بسلاسة للوهم؛ للغريبة التي لا يعرفونها، ويتلذذون بذلك، بينما هم معي متحفظون، متخوفون

لهم عيون غريبة، مقتحمة أكثر من اللازم، يمارسون فضولهم كأنهم يشربون الماء، يطلقون سهام نظراتهم وأسئلتهم بلا خجل، دون أن يجعلوا الأيام براحًا يمهد طريق الكلام

(النهار له عينان)

‫ تحب عيون النهار، وبينما الناس تبدأ يومها تكون قد أنجزت الكثير من أعمالها.