إسكندرية دائماً أرض الأساطير وحكاياتها لا تنتهي
ولكن قليل من يستطيع أن يروي الحكاية.
ولذلك فهناك من يقال له الحكاء.
والكاتب علي صيام أشهد أنه من الحكائين البارعين في قص الحكاية بكل شغف منه، ينقله لنا فنقرأها أيضاً بكل شغف.
وهذا هو بالفعل ما استطاع أن يفعله في روايةشارع السبع بنات.
الشارع من الشوارع المميزة والمعروفة بالأسكندرية، استخدمها الكاتب كمادة خام لروايته، عن عائلة الجد علي، الراوي القدير، الذي يستطيع بحكيه أن يخلب لب كل من يستمع إليه ولا يشعر بالوقت، ويتماهى الجد علي نفسه مع الحكاية فلا يكاد يستبين الماضي من الحاضر.
تعرضت الإسكندرية في عيد ميلاد حفيدته لزلزال جعله يأوي هو وأسرته لملجأ سكندري قديم من أيام الحرب، ولكن قوة الزلزال جعلت هذه العائلة حبيسة الملجأ، مدفونين تحت الأرض.
فماذا هم فاعلون، وماهو ضيف الجد علي غير المتوقع؟
مواضيع الرواية
*تحدثت الرواية عن تاريخ الإسكندرية منذ سنة 1882 وحملة عرابي وضرب الإسطول الإنجليزي للإسكندرية، والحرب العالمية الثانية وتعمير الخديوي إسماعيل للإسكندرية
* تحدثت عن بعض العادات القديمة كطاسة الخضة والملاية اللف والقباقيب وذوي الكرامات.
شخصيات الرواية
*الجد علي البطل الرئيسي والراوي الأول بعباراته ولغته المميزة، تحبه ولا تستطيع إلا أن تتمنى أن تجلس معه.
*الحفيد التاجر وهو الذي حُبس معهم بداخل السرداب، ولم نعرف اسمه إلا بنهاية الرواية، وكان المنقذ للعائلة.
*الحفيد المهندس الذي يحاول طول الوقت أن ينقذهم من الخارج ولم يتخل عنهم ولكن لم يكن بيده حيله لوقوف أصحاب الأمر ضده.
وهنا نجد أن الكاتب قرر أن يجعل في الآخر الحفيد التاجر هو المعلوم عندما أصبح له قيمة، في حين ظل الحفيد المهندس مجهولاً لأنه كان الحلقة الأضعف.
أما عن الشخصيات الفرعية:
فلا استطيع إلا أن أسقف بملء يدي لشخصيتي سقساقة وزينة كانوا من البراعة بحيث شعرت أنهم أحياء على الورق حقيقة.
بجانب أنهم شخصيتين فارقتين في حياة الجد علي.
لغة الكاتب كانت ذو صبغة سكندرية واضحة، لم يتخللها ضعف أو هفوات
الإسلوب مشوق تستمتع معه بالحكي للنهاية
وأعجبني جداً الموتيف الذي كان يستخدمه الجد علي في كلمة " أيوالله" بنفس التركيب
فكل ما أسمعها تعيدني للواقع بعد الغوص في حكيه.
نهاية الرواية وظهور ماهية ضيف الجد علي الصامت، كانت ولا أروع.
رواية أسعدتني وأبهجتني
أرشحها بشدة