اقتباسات من كتاب الكلمة نور وبعض الكلمات قبور

قال إبراهيم طوقان:

‫بيض الحمائم حسبهنَّ

‫أني أردِّد سجعهنَّ

‫رمز السلامة والوداعة

‫منذ بدء الخلق هنَّ

‫يشفي العليل عناؤهنَّ

‫وعطفهنَّ ولطفهنَّ

وقد قال الإمام الحسين (رضي الله عنه): «عجبت لمن يتفكَّر ﰲ مأكوله كيف لا يتفكَّر ﰲ معقوله، فيجنِّب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يُرديه»

حينما يشعر الإنسان بالجوع فلا بد أن يلبي نداء الجوع، فإن بدأ يأكل كل ما تقع عينه عليه ولم ينتقِ أفضل الطعام لبطنه ومعدته، لربما أصيب بالمرض أو التخمة ولكن إن كان مدركًا وحريصًا على صحته، انتقى ما ينفعه من الطعام، وينهض بجسمه إلى أفضل حال، فيتمكَّن من ممارسة نشاطاته البدنية والحركية دون كسل أو خمول بسبب المأكول، وكما أن الجسد يصرخ عندما يجوع، كذلك العقل يجوع فيصرخ معلنًا حاجته إلى الغذاء الفكري، خصوصًا عندما يفترسه الخواء والفراغ

يقول لقمان الحكيم: إن من الكلمات ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من وخز الإبر، وأمرُّ من الصبر، وأحر من الجمر، وإن من القلوب مزارع، فازرع فيها الكلمة الطيبة، فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها.

فيرد الإمام الحسين قائلًا:‏

‫ كبرت كلمة، وهل البيعة إلا كلمة، ما دين المرء سوى كلمة، ما شرف الرجل سوى كلمة، أتعرف ما معنى كلمة؟ دخول الجنة ﰲ كلمة، ودخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة… الكلمة نور وبعض الكلمات قبور.

ليست الأمومة المأكل والملبس وتلبية الحاجات فقط، بل هي أوسع بكثير، هي أصعب وظيفة على هذه الأرض، فهي المعلم الأول لطفلها، ما تزرعه ﰲ عقله ووجدانه منذ نعومة أظفاره هو الأساس المتين الذي تُبنى عليه شخصيته وتتكوَّن فيما بعد، فإن كان هذا الأساس ضعيفًا ركيكًا، نشأ ذاك الطفل مهزوزًا غير مستقر، وإن كان الأساس فاسدًا صعب تقويمه وإصلاحه، ولا بد أن يترك آثارًا نفسية لا تُمحى مع الزمن.

وما الخوفُ إلَّا ما تخوَّفَهُ الفتى

‫وما الأمنُ إلَّا ما رآهُ الفتى أمنا