اقتباسات من رواية ظلّ مريم : سيرة قلب عابر للحدود

قد يكون الفرح لدى أحدٍ ما في أحايين كثيرةٍ مبنيّاً على حزن أحدٍ آخر أو خيبته، من دون أن يكون ذلك مقصوداً، ولكنها القسمة والحياة.⁠‫

ولأن القراءة مدعاة للمواجهة المفتوحة مع الذات كخطوةٍ أولى قبل أن تتعداها إلى مواجهة الآخرين، فقد لازمَ العجزُ أجيالاً ما زالت تراوح في دائرة الفراغ، ما كأنها خُلِقت لتتبّنى التغيير الذي يقوده الفكرُ المتجسد في القراءة.⁠‫

لن يوجعَ الاشتياقُ أحداً، كما لن يوجعَ الجرحُ الذبيحة.⁠‫

في غالب الأحوال تبدو الغايات كاشفة لرقيّ المرء، كذلك فإن الوسائل تبدو كفيلة بأن تكشف معدنَه.⁠‫

والآن أتوهّم أن سكينةً حلَّت بيننا، فتهتزّ شِغافُ القلب هياماً، ويتحرر الدمُ الدافئ من أمكنته القديمة.⁠‫

قد ننحصر في أضيق الزوايا وأشدّها عتمةً، ومن بين مساماتها نزفُّ ولادة النور.⁠‫

في بلادنا التي تقاوم التغيير، كلُّ شيء يمكن أن يكون مهدّداً بالسقوط، أو مُعاقباً بالتلف والنسيان.⁠‫

أتساءل عمّا لو كان مُجدياً إذا قطّعتُ قلبي ومنحتُه لكلّ المظلومين في هذا العالم المُتخَم بكل شيء سوى الرحمة؟!

ستبدو الانكساراتُ التي يتلقاها أحدُنا في هذه البلاد غيرَ قابلة للتوقف طالما أنه ظل يصرّ على تبنّيه للمواقف التي تعكس رغبته في التغيير.⁠‫

يا بنتي. نحن أبناء هذه الأرض الطيبة، لم نُخلَق إلا لنعمّرها ونرويها بدمائنا، لتظلّ جميلة وخضراء.⁠‫

التخلّص من حزن سيرافقك مدى الحياة لن يكون بهذه السهولة التي يسوّق لها بعضُ الناس، فقد نستشعر الحزن في اللحظات التي يحتجّ فيها الفرحُ، ويهيبُ بنا نحو نقاء الحياة، فنعود محمّلين بمزيد من الخيبات، ونندفن كفراخ يمامةٍ في زاويةٍ رطبة.⁠‫

وكيف لا يهذي الإنسان وهو يغادر مرغماً الأمكنة التي خطفت روحه وتركت في جسده ندوباً لا تُمحى؟

بوسع كلّ أحدٍ منا، حين يخلد إلى سريره، أن يقف مكشوفاً أمام ذاته، ويختبر قدرته على إيقاف ذلك الحيّز الذي يتضاءل كلما شطحت بنا الذاكرة

لن يمنع الموتُ أحداً من إكمال الحياة كما يتصوّر الكثيرون. علينا أن نكون على قيد العمل والإنجاز في الوقت الذي يزعم القهرُ فيه أنه سيجعلنا عاجزين عن تقديم أيّ شيء.⁠‫

كلُّ شيء في هذا البيت كان باعثاً على انفتاح الجرح في وداع أبي.

إن الأمم التي تنهض باكراً أحقُّ بأن تتفوّق على سواها.⁠‫

لا شيء أعظمُ من أن يعاد إحياءُ الإنسان الغائر في أعماقنا السحيقة..

نحن الذي فهمنا كلَّ شيء مبكراً، نحتاج إلى كرة أرضية أخرى نستريح عليها بعيداً عن صراعات من لم يفهموا بعد.

‫غابرييل غارسيا ماركيز

لا يهمّ إذا كان تصديرُ الألم باعثاً على التخلص منه لوقتٍ ما ، لكنّ الإحساسَ بوجود إنسانٍ ، ولو كان على سبيل الذكرى ، قد يقطع الطريق على ألمٍ يتسلل ، دون استئذان ، إلى أكثر الزوايا حساسيةً ورغبة في الراحة .

كلُّ تجربةٍ في هذه الحياة كانت قادرة على اقتطاع جزء جديد من أعمارنا . لكأننا ، في هذه البلاد المنكوبة ، أصبحنا نعيشُ في انتظار المحطة الأخيرة التي ستنقلنا إلى النهاية المحتومة ، من دون أن نفكّر بما سيخلّفه الرحيلُ لأولئك الذين سيجيئون بعدنا .

ظل مريم