ظلّ مريم : سيرة قلب عابر للحدود - عامر محمد درويش
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

ظلّ مريم : سيرة قلب عابر للحدود

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

كلُّ شيء هنا يتساوى مع الطين، ويعيدني إلى البدايات الأولى، فكيف يُمسَح الغبارُ عن ذاكرةٍ لا زالت تحت هيمنة الصمت..؟! أدرك جيداً مدى الحزن الذي سيطاردني حين أنكشف على كل ما انحسر من أيام أبي الحبلى بالدفء والحنين. سأمرّر أصابعي بهدوء مطلق على شجرة التوت التي كان يتوّج إبداعه تحت ظلال أغصانها بالقرب من النبعة. أنكسر كناي حزين وأنا أعبر ما ظلّ عالقاً من رخامة أصداء صوته، ثم أتلاشى مثلَ عطر خرافيّ في رائحة جسده التي تعانق جدران غرفته القديمة، ومكتبته الصغيرة، ومعطفه الرماديّ المعلّق فوق طاولته الخشبية التي لا زالت تحافظ على أناقتها. لا يسعُ ذاكرتي، عبر خمس وعشرين سنة قضيتُها مع أبي، سوى أن تحتشد ببقايا كلماته التي تعبر في كل لحظةٍ جسورَ نفسي المثقلة بالألم، فأهمس لها أنْ لا جدوى من انبعاث الصدى في صحراء القلوب المنسيّة. كانت أمي تصالح أيامها الأولى هنا في فناء هذا البيت الفارغ من كل شيء سوى الحنين. مررتُ بها وهي تنشر عينيها في الزوايا، تضيء ما أظلم منها، وتجعل الماء ينسحب على أحجارها، فتسقي زيزفونة آثرت الوقوف رغم طغيان الزمن، ثم تعيد تقليم الأغصان اليابسة.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.2 6 تقييم
65 مشاركة

اقتباسات من رواية ظلّ مريم : سيرة قلب عابر للحدود

قد يكون الفرح لدى أحدٍ ما في أحايين كثيرةٍ مبنيّاً على حزن أحدٍ آخر أو خيبته، من دون أن يكون ذلك مقصوداً، ولكنها القسمة والحياة.⁠‫

مشاركة من Maryam Al-Hilali
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية ظلّ مريم : سيرة قلب عابر للحدود

    6

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    مقال الدستور الثقافي بعنوان

    (المكون اللغوي في رواية ظل مريم )

    الشكر لجريدة الدستور ومسؤول الدائرة الثقافية

    الاستاذ الشاعر نضال برقان

    قراءة المكون اللغوي في رواية ( ظل مريم )

    بقلم : زينب السعود

    روائية وكاتبة أردنية

    **********

    نحن الذين فهمنا كل شيء مبكرا نحتاج إلى كرة أرضية أخرى نستريح عليها بعيدا عن صراعات من لم يفهموا بعد) بهذا الاقتباس للعالمي غابرييل غارسيا ماركيز تخطى الكاتب السوري عامر محمد درويش العتبة الأولى لروايته ( ظل مريم ) ووجه أنظار القارئ إلى حجم ما ينتظره من مقولات عن أولئك الذين وقفوا أمام الحياة بوجوه عارية تماما تتأهب دائما للصفعة القادمة التي ترجهم وتبعثرهم وتشتتهم ولكنهم في كل مرة يحاولون لملمة ما تبعثر ويسيرون عبر طريقهم لا يبحثون عن كثير من الانتصارات بل تغريهم ظلال هنا او هناك للوقوف تحتها والتقاط انفاس يجترونها بصعوبة ويسحبون حصتهم من الأكسجين - وإن تلوث- عنوة ليواصلوا مسيرهم.

    قدم الكاتب عامر محمد درويش سيرة بطلة روايته (مريم) السورية الفلسطينية التي تتقاطع بها الحياة مع لبنان تارة وبغداد أخرى في وعاء لغوي أنيق يجذبك وهجه منذ الوهلة الأولى للدخول في عالم القراءة لظل مريم.

    في عمله الروائي الأول لم يبخل الكاتب السوري ابن مدينة حلب عامر محمد درويش بلغته ولم يخف براعته اللغوية وتمكنه من صياغة الجملة الإبداعية بمهارة واقتدار . ولعل طواعية اللغة في يده هو ما لفت نظري منذ القراءة الأولى وحمسني للكتابة عن هذا الجانب الهام في الأعمال الأدبية .فمن المعروف أن اللغة هي المنوط بحمل المعاني التي تختزن في عقل الكاتب وعليها تقع مسؤولية تحرير تلك المعاني وتحويلها من مجرد أفكار تهيم في عالم الإبهام والغموض لتحولها إلى كائنات كلمية تصطف إلى بعضها البعض لحمل وزر المعنى المراد .ونحن نقرأ (ظل مريم) تستحوذ علينا اللغة أو لأكون أكثر دقة سأتكلم عن تجربتي القرائية وأقول أن لغة الرواية استحوذت علي وكانت من أسباب مواصلة القراءة فالكاتب يطوع اللغة وصورها وتراكيبها ومرادفاتها وبلاغتها للإمساك بيد السرد لصناعة الحبكة الروائية التي يريد ، وهذا التمكن جعل السرد يسير بسلاسة كأنه يعرف طريقه ومكن نسيج الحبكة من التماسك حتى أننا نكاد نشعر بالسكين في قول درويش في الصفحة ١٥ (بوسعي أن أتخطى كل شيء سوى أن أقاوم تلك السكين العالقة التي تنغرس في الحلق أكثر فأكثر كلما حدقت في انقضاء النهار عبر النافذة).

    إذا كانت لغة الرواية عموما تنماز عن الشعر الذي يولد ولادة قسرية بلغة خاصة فإن لغة الرواية ينبغي أن تكون متناغمة مع شخصياتها الناطقة وأن يحافظ السارد على لغته الخاصة ويحفظ للشخصيات لغة بيئتها ومكونها الفكري .وفي (ظل مريم )يمسك السارد المثقف بتلابيب الحكاية فمريم الصحفية ابنة الصحفي المولودة لأب سوري وأم فلسطينية تمسك بأمجاد اللغة من جميع أطرافها وعندما أرادت أن تعبر عن بؤسها كامرأة في مرحلة ما في حياتها أسعفتها لغتها العالية في الوصف المبهر عن المعنى الذي تختزنه اضلاعها فخرج علينا روعة وإبداعا ( كنت أحدق في كثافة الفرح المتساقط من عينيها وأحتشد بدمعة توشك أن تتفجر في عيني .تساءلت بسخرية الأنثى الأكثر اشتهاء ورغبة في الأشياء اليومية التي تبهج النساء في الوقت الذي أبقى فيه عاجزة عن تأدية أصغر تفصيل يتيح لي فرصة التعرف إلى أنوثتي المنزلية الغائبة) ص ١٠٨

    مريم الباحثة في خبايا الأمكنة عن أسرار الموت والحياة والهزيمة والحب ظلت عالقة في ذلك اليوم الذي اغتيل فيه والدها الصحفي وبدأت بعدها رحلة حزنها المشوبة بمئات الأسئلة (لا شيء يوحي بأن الحزن سيغادرني كنت أتخيل بكثير من المرارة والخيبة كيف ساقني القدر إلى بيروت لأكون شاهدة على موت خليل وأعود محملة بهذا الكم من القهر الذي سيظل على ما يبدو عالقا في القلب والذاكرة).

    هكذا تتمكن مريم المثقفة التي تشربت اللغة أن تبهرنا بسردها المتماسك وصياغة جملها في لوحات تعبيرية ترسم الانفعالات والأفكار القابعة في عمق الوجدان لتخرج سيمفونية منتظمة الإيقاع أو لوحة مسبوكة الخطوط والألوان في زمن يعج بالغربة والسفر واللاثبات ( كل شيء في طريق السفر يمكن أن يخرج من دائرة الاختزال ليتصدر قائمة الأفكار المفتوحة).

    لقد دفع عامر محمد درويش بجميع أدواته اللغوية في هذا النص وأسبغ عليه من ذلك النور الذي يلقيه اشتغال المرء على عقله وثقافته ومعارفه باكرا فأضاء أفضية النص بلغة أدبية شاعرية تتفرد في التلاعب بالمفردات وإتقان ترتيب تلك الكائنات اللفظية لتكون قادرة على إبهاج عقل القارئ ليسير في ظل مريم أو ظلا لمريم .بالمختصر لقد أقام عامر محمد درويش عرضا لغويا مبهجا وفاخرا حمل النص إلى بعد آخر .هناك حيث تتراقص الكلمات متناغمة على نقرة دف بارعة.

    Aamer Mohammed

    الآن ناشرون وموزعون - Alaan Publishers

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق